ترجمة الشاعرة الخنساء .. أشعر شاعرات العرب
ترجمة الشاعرة الخنساء .. أشعر شاعرات العرب
إنها "تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السُلمية" المعروفة باسم" الخنساء بنت عمرو"، أو "خُنَاس"، من إقليم نجد.
سمّيت " خنساء" لأنه كان في أنفها ارتفاع قليل في طرفه مع انخفاض قصبته. وقد قامت بنظم الشعر خصوصا بعد رحيل أخيها صخر الذي قتل؛ فقد كان جوادا حليما محبوبا بين أبناء عشيرتها كلها، وطغى على شعرها الحزن والأسى، حتى صارت مراثيها أشهر أشعارها تداولا بين العرب، وقيل أنها أصيبت بالعمى لكثرة بكائها على أخيها صخر .
ومن شعرها الجميل في رثاء أخيها:
يذكّرني طلوعُ الشمس صخرا... وأذكره بكل مَغيبِ شمسِ
ولولا كثرةُ الباكين حولي .... على إخوانهم لقتلتُ نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكنْ ... أسلّي النفسَ عنه بالتأسّي
فــلا والله لا أنســاك حـتــى.. أفارقَ مهجتي ويُشَقُّ رَمْسِي
ومن مراثيها الأخرى التي المشهورة:
قذىً بعينكِ أم بالعين عوّارُ... أم ذَرَّفتْ إذا خلتْ من أهلها الدارُ
تبكي خُناسُ على صخر وحُقَّ لها... إذ رابها الدهرُ إنَّ الدهرَ ضرّار
وإنّ صخرا لوالينا وسيدنا .... وإن صخـــــــرا إذا نشتو لنحّار
وأن صخرا لتأتمُّ الهداةُ به .... كأنّه عَلَمٌ في رأســــــــــــــه نار
حمّالُ ألوية .. هبّاطُ أودية .... شهّاد أندية ..للجيش جــــــــرّار
لمّا بُعث النبيّ "محمد صلى الله عليه وسلم" قدمت إليه مع قومها من "بني سليم"، وأعلنت إسلامها وإيمانها بعقيدة التوحيد. وحسن إسلامها حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة، وعنوانا للأمومة المسلمة المضحّية المشرّفة. وقيل إن رسول الله كان يعجب بشعرها، ويستنشدها؛ وكانت تنشده وهو يقول: هيه يا خناس، وهو يومئ بيده.
وفي ظل الإسلام؛ كانت "الخنساء" مثالا يُحتذى في الشجاعة، إذ دفعت أولادها الأربعة للجهاد في معركة "القادسية"، وصبرت على فقدهم بعد أن بلغها خبر استشهادهم. والسرّ في تضحيتها بأغلى ما لديها؛ ما أدركته من مكانة الشهيد عند الله، وما أعده له من مكانة في الفردوس الأعلى من الجنة.
وقد قالت مقولتها التي خلدتها كتب السِيَر والأدب : "الحمد لله الذي شرّفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".
توفيت" الخنساء "بالبادية في أول خلافة "عثمان بن عفان"- رضي الله عنه - سنة 24 هـ / 664م، عن عمر يقارب الثمانين عاما.
منقوول