من يتحكم في الآخر الموضة أم الذي يلبسها ؟
من يتحكم في الآخر الموضة أم الذي يلبسها ؟
مقالة للأستاذ حسن التيطواني
لي عدة اصدقاء يعملون في تجارة الألبسة ، حصلت منهم على معلومات غريبة ...
حيث أنهم عندما يتوجهون إلى الخارج حيث يشترون سلعهم يجدون أن تجار الجملة هناك قد أعدوا لهم نماذج لألبسة وأقمشة التي لم تنتج بعد والتي ستكون موضة ( او صيحة كما يسميها البعض ) السنة المقبلة .
وما عليهم إلا أن يختاروا ما يرونهم مناسبا لنوع السلع التي يتاجرون فيها ويطلبون الكميات التي يرغبون في شرائها لتنتج لهم وفي الوقت المحدد بالضبط. وبالفعل عندما يحين الموعد لا تجد في السوق إلا السلعة التي أوصى بها تجار الجملة في الخارج زبناءهم . وكأن عصا سحرية تسببت في اختفاء السلع القديمة وأحلت محلها السلع الجديدة .
من هنا تأملت كثيرا وتساءلت مرارا : " من الذي يتحكمم في الموضة العالمية ؟ من الذي يملك العصى السحرية ؟"
أكيد أن من يملكها يستطيع أن يربح الملايين ... على حسابنا نحن أبناء الشعب وأبناء الفقراء .
وأعود أتساءل :" من له هذه القدرة الجبارة في اقناع الناس في التخلي عن ألبستهم - وهي مازالت في حالة جيدة - والتوجه إلى المحلات لشراء ما جدّ في السوق بأثمان باهضة ؟ يجعلهم يفعلون هذا وهم فرحين ومسرورين أنهم مواكبون للموضة مواكبون ( للحضارة ).
حتى بيتي لم يسلم من هذا ؟
لقد جلست أحاول الدفاع عن نفسي مؤخرا أمام زوجتي وابنتي الكبرى اللتان تحاولان جعلي أكثر حضارة بلبس لباس الشباب الضيق لأنه موضة اليوم . وانا احاول ان أشرح لهما أنني حرّ في اختياراتي ولا استوعب فكرة ان يسيرني مهندس للموضة في اليابان أو في فرنسا .
أحسست ذلك اليوم أن شبابنا المساكين يتعبون كثيرا ويتعبون ذويهم جريا وراء الموضة في سباق لا يتوقف ولن يتوقف . لأن ذلك ليس في صالح الدول المصنعة التي تزداد غنى على حسابنا.
أوصيك اخي بشيء واحد
اسال نفسك هل الموضة تتحكم في أم انني ألبس ما يحلوا لي وما اراه مناسبا لشخصيتي وهيأتي ؟
أما أنا فأرى أن اللهث خلف جديد الموضة دليل على خفة العقل وضعف في الشخصية . ومن الأفضل أن نوفر المال المخصص لشراء ألبسة لسنا بحاجة لها لشراء كتب جديدة توسع بها عقلك وروحك أو أدوات رياضية تقوي بها جسمك وتحافظ على صحتك .