منتدى شعاع الإيمان

إذا أردت النجاح في حياتك الدينية و الدنيوية .. فأنت في المكان الصحيح
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  القرآن الكريم  الفوتوشوب  اتصل بنا  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
احصائيات سريعة
هذا المنتدى يتوفر على 583 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو محمود لاشين فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 7758 مساهمة في هذا المنتدى , في 2969 موضوع

اهلا بك زائرنا الكريم بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! R310

لأننا نعتز بك .. ولأننا نفخر بوجودك معنا.. نحن ندعوك للتسجيل معنا في منتدانا ولتكون أحد أفراد عائلتنا الودودة فهل ستقبل دعوتنا ؟ عملية التسجيل سهلة جدا ، تستغرق أقل من دقيقة

بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !!

حفظ البيانات
الرئيسيةالإنضمامنسيت كلمة المروربحثطلبات التصميم اتصل بنا

شاطر
 

 بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !!

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعالموضوع
الأخ سعيد
الأخ سعيد


عضو متألق

عضو متألق
معلومات إضافية
 احترامه لقوانين المنتدى احترامه لقوانين المنتدى : بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! 34phz0l
الدولة الدولة : الجزائر
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 143
نقاط العضو نقاط العضو : 1
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 04/10/2015
العمر العمر : 30

بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! Empty
مُساهمةموضوع: بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !!   بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! Clock11الثلاثاء 6 أكتوبر - 13:06

بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !!

بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !!




إيهاب إبراهيم




الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
 
وبعد:
قال الله تعالى في محكم تنزيله: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْم اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْم ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [النور: 26:20].
 
إن هذا التيه هو إحدى عقوبات الله عز وجل على مخالفة أمره وأمر أنبيائه؛ فإن بني إسرائيل مع إيمانهم بالله عز وجل في ذلك الوقت, وكانوا شعب الله المختار, وكان فيهم نبي من أولي العزم, إلا أنهم لما تخلفوا عن أمرٍ من أوامر الله, -وهو الجهاد-  عاقبهم الله بالتيه أربعين سنة, ولا شك أن هذه العقوبة لم تكن خاصة ببني إسرائيل, بل تشمل كل من فعل مثل فعلهم من الأمم من بعدهم, فقد قال تعالى: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ﴾ [العنكبوت:40].
 
والله لا يحابي أحدًا من خلقه، والشرعُ لا يفرق بين متشابهين، ولا يسوي بين مختلفين.
 
ومع أننا خيرُ أمة أخرجت للناس، وأن بأيدينا القرآن، إلا أننا دخلنا تيهًا أكبر مما دخله بنو إسرائيل، فكم تخلفنا عن أمر من أوامر الله؛ من ترك للجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصلاة، والصيام، وغير ذلك، من أوامر الشرع، فكان حقًّا علينا أن ندخل ذلك التيه، وقد دخل بنو إسرائيل التيه في واد واحد وهو سيناء، ودخلنا نحن في أوديه متفرقة.
 
فدخلنا في تيه العلمانية، والاشتراكية، والرأسمالية، والقومية، ومع الأسف فقد أخذ كل تيه أكثر من أربعين سنة، وما زلنا في التيه.
 
والتيه هو رمز للبعد عن الهدف والغاية والتمكين، فكان لبني إسرائيل في بعدهم عن الأرض التي كتب الله لهم أربعين سنة، وكان التيه لهذه الأمة أيضا في البعد عن الوعد الذي وعدهم الله من التمكين في الأرض، وأن يدخل هذا الدين كل بيت من مدر و وبر.
 
فكيف الخروج من هذا التيه أو المتاهات؟
لقد خرج بنو إسرائيل من التيه بعد أربعين سنة، واستجابوا لأمر الله على لسان نبيهم فمكن الله لهم، ولكن لنقف أولاً عند الأربعين سنة، لماذا كانت أربعين سنة، وماذا حدث فيهن، حتى تتحول العقوبة إلى نصر وتمكين، بل ومعجزات أيضًا.
 
لقد بلغ العناد والجحود من بني إسرائيل مبلغًا عظيمًا، حتى شق منهم الصالحون الثياب، كما فعل يوشع بن نون -ولم يكن بعد نبيا- ولكن هذه كانت الحقيقة أن بني إسرائيل لم يكونوا مؤهلين بعد لهذا التمكين، فكان التيه.
 
وفي الحقيقة إن عقوبة التيه كان فيها رحمة من الله لبني إسرائيل، فلم يهلكهم الله كما فعل بالأمم السابقة، عندما تخلفوا عن أمر أنبيائهم، ويتجلى ذلك في النعم التي أنعم الله عليهم بها في هذا التيه، مثل الغمام، والمن، والسلوى، والحجر، إذًا فالله لا يريد أن يهلكهم بل يريد أن يربيهم.
 
فكانت مدة التيه لتربية بني إسرائيل، على الامتثال لأمر الله عز وجل، لقد هام بنو إسرائيل على وجههم في الصحراء أربعين سنة، وانقطعت بهم السبل، لا ظل، لا طعام، لا شراب، وكان المصدر الوحيد لهذه الضروريات هو الله سبحانه وتعالى، بمعجزات ظاهرة، فإذا أرادوا أن يأكلوا جاءهم المن والسلوى من السماء، وإذا أرادوا أن يشربوا، فمعهم الحجر الذي ينفجر منه الماء، فأكلهم وشربهم معجزة من الله، ليترسخ عندهم عقيدة التوكل على الله، وأن الله على كل شيء قدير.
 
وفي ذلك درس للمربين، أن تعلقَ جيل التمكين بربه هو أول وأهم أسباب نصرته، وأن الله خلق الأسباب لنتعبد بها لا لنعبدها، وهو سبحانه قادر على نصرنا بدونها، ولكن إذا صح التوكل منا.
 
ومع هذه النعم، تأتي أيضا الابتلاءات، لتقيم الجيل الجديد، مثل قصة العجل، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 73- 74].
 
ليرى الله أثر هذه النعم على قلوب بني إسرائيل.
 
فظل موسى عليه السلام يربي، ويتعاقب فيهم الأنبياء من بعد موسى، وكان منهم داوود عليه السلام، وطالوت، وما زال الله يبتليهم، حتى في طريقهم إلى المعركة الكبرى، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة :250].
 
حتى تقول الروايات إنه لم يثبت مع طالوت بعد فتنة النهر، إلا ثلاثمائة وأربعة عشر، ثم نزل نصر الله على الفئة المؤمنة الصابرة.
 
إن طول مدة التيه وقصرها، والخروج منها، متوقف على مدى امتثال العباد لأمر الله عز وجل، وسعي المربين لذلك، بكل ما أتوا من قوة، والعمل المستمر، ليل نهار، للأخذ بخطام الأمة للانقياد لربها.
 
وينبغي للدعاة أن لا يحزنوا عند الفتن والابتلاءات، فما هي إلا اختبارات، لإظهار مدى استجابة الأمة لأوامر ربها، والصبر عليها، بل عليهم السعي المستمر، للتأمل في الفتن، والبحث عن حكمة الله فيها، ثم السعي لرأب الصدع، وتلافي الأمر، وعدم الاستعجال للخروج بجيل التمكين، فالتأخير خير من العودة من تحت الأسوار، بجيل مغضوب عليه معاقب، والله أعلم حيث يجعل رسالته.
 
فالخروج من التيه ربما يطول لسنوات، وربما يستبدل الجيل، كما حدث مع بني إسرائيل، أو حتى أجيال، ولكن لن يكون تمكين إلا برضى الله؛ قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور : 55].
 
نسأل الله أن يرد الأمة إلى دينها ردًّا جميلا.
 
هذا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
توقيع : الأخ سعيد






عدل سابقا من قبل الأخ سعيد في الثلاثاء 6 أكتوبر - 13:10 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأخ سعيد
الأخ سعيد


عضو متألق

عضو متألق
معلومات إضافية
 احترامه لقوانين المنتدى احترامه لقوانين المنتدى : بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! 34phz0l
الدولة الدولة : الجزائر
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 143
نقاط العضو نقاط العضو : 1
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 04/10/2015
العمر العمر : 30

بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !!   بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! Clock11الثلاثاء 6 أكتوبر - 13:07

﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْم اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْم ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾ [النور: 26:20].

إن هذا التيه هو إحدى عقوبات الله عز وجل على مخالفة أمره وأمر أنبيائه؛ فإن بني إسرائيل مع إيمانهم بالله عز وجل في ذلك الوقت, وكانوا شعب الله المختار, وكان فيهم نبي من أولي العزم, إلا أنهم لما تخلفوا عن أمرٍ من أوامر الله, -وهو الجهاد- عاقبهم الله بالتيه أربعين سنة, ولا شك أن هذه العقوبة لم تكن خاصة ببني إسرائيل, بل تشمل كل من فعل مثل فعلهم من الأمم من بعدهم, فقد قال تعالى: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ﴾ [العنكبوت:40].

والله لا يحابي أحدًا من خلقه، والشرعُ لا يفرق بين متشابهين، ولا يسوي بين مختلفين.

ومع أننا خيرُ أمة أخرجت للناس، وأن بأيدينا القرآن، إلا أننا دخلنا تيهًا أكبر مما دخله بنو إسرائيل، فكم تخلفنا عن أمر من أوامر الله؛ من ترك للجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصلاة، والصيام، وغير ذلك، من أوامر الشرع، فكان حقًّا علينا أن ندخل ذلك التيه، وقد دخل بنو إسرائيل التيه في واد واحد وهو سيناء، ودخلنا نحن في أوديه متفرقة.

فدخلنا في تيه العلمانية، والاشتراكية، والرأسمالية، والقومية، ومع الأسف فقد أخذ كل تيه أكثر من أربعين سنة، وما زلنا في التيه.

والتيه هو رمز للبعد عن الهدف والغاية والتمكين، فكان لبني إسرائيل في بعدهم عن الأرض التي كتب الله لهم أربعين سنة، وكان التيه لهذه الأمة أيضا في البعد عن الوعد الذي وعدهم الله من التمكين في الأرض، وأن يدخل هذا الدين كل بيت من مدر و وبر.

فكيف الخروج من هذا التيه أو المتاهات؟
لقد خرج بنو إسرائيل من التيه بعد أربعين سنة، واستجابوا لأمر الله على لسان نبيهم فمكن الله لهم، ولكن لنقف أولاً عند الأربعين سنة، لماذا كانت أربعين سنة، وماذا حدث فيهن، حتى تتحول العقوبة إلى نصر وتمكين، بل ومعجزات أيضًا.

لقد بلغ العناد والجحود من بني إسرائيل مبلغًا عظيمًا، حتى شق منهم الصالحون الثياب، كما فعل يوشع بن نون -ولم يكن بعد نبيا- ولكن هذه كانت الحقيقة أن بني إسرائيل لم يكونوا مؤهلين بعد لهذا التمكين، فكان التيه.

وفي الحقيقة إن عقوبة التيه كان فيها رحمة من الله لبني إسرائيل، فلم يهلكهم الله كما فعل بالأمم السابقة، عندما تخلفوا عن أمر أنبيائهم، ويتجلى ذلك في النعم التي أنعم الله عليهم بها في هذا التيه، مثل الغمام، والمن، والسلوى، والحجر، إذًا فالله لا يريد أن يهلكهم بل يريد أن يربيهم.

فكانت مدة التيه لتربية بني إسرائيل، على الامتثال لأمر الله عز وجل، لقد هام بنو إسرائيل على وجههم في الصحراء أربعين سنة، وانقطعت بهم السبل، لا ظل، لا طعام، لا شراب، وكان المصدر الوحيد لهذه الضروريات هو الله سبحانه وتعالى، بمعجزات ظاهرة، فإذا أرادوا أن يأكلوا جاءهم المن والسلوى من السماء، وإذا أرادوا أن يشربوا، فمعهم الحجر الذي ينفجر منه الماء، فأكلهم وشربهم معجزة من الله، ليترسخ عندهم عقيدة التوكل على الله، وأن الله على كل شيء قدير.

وفي ذلك درس للمربين، أن تعلقَ جيل التمكين بربه هو أول وأهم أسباب نصرته، وأن الله خلق الأسباب لنتعبد بها لا لنعبدها، وهو سبحانه قادر على نصرنا بدونها، ولكن إذا صح التوكل منا.

ومع هذه النعم، تأتي أيضا الابتلاءات، لتقيم الجيل الجديد، مثل قصة العجل، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 73- 74].

ليرى الله أثر هذه النعم على قلوب بني إسرائيل.

فظل موسى عليه السلام يربي، ويتعاقب فيهم الأنبياء من بعد موسى، وكان منهم داوود عليه السلام، وطالوت، وما زال الله يبتليهم، حتى في طريقهم إلى المعركة الكبرى، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة :250].

حتى تقول الروايات إنه لم يثبت مع طالوت بعد فتنة النهر، إلا ثلاثمائة وأربعة عشر، ثم نزل نصر الله على الفئة المؤمنة الصابرة.

إن طول مدة التيه وقصرها، والخروج منها، متوقف على مدى امتثال العباد لأمر الله عز وجل، وسعي المربين لذلك، بكل ما أتوا من قوة، والعمل المستمر، ليل نهار، للأخذ بخطام الأمة للانقياد لربها.

وينبغي للدعاة أن لا يحزنوا عند الفتن والابتلاءات، فما هي إلا اختبارات، لإظهار مدى استجابة الأمة لأوامر ربها، والصبر عليها، بل عليهم السعي المستمر، للتأمل في الفتن، والبحث عن حكمة الله فيها، ثم السعي لرأب الصدع، وتلافي الأمر، وعدم الاستعجال للخروج بجيل التمكين، فالتأخير خير من العودة من تحت الأسوار، بجيل مغضوب عليه معاقب، والله أعلم حيث يجعل رسالته.

فالخروج من التيه ربما يطول لسنوات، وربما يستبدل الجيل، كما حدث مع بني إسرائيل، أو حتى أجيال، ولكن لن يكون تمكين إلا برضى الله؛ قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور : 55].

يحلل بعض العلماء والمفكرون، ويقولون بأن التيه التي تعيشه أمتنا هذه الأزمان تربية للأمة، فكما أن بنو إسرائيل تربت في التيه، وخرج منهم ذلك الجيل الذي فتح الله على يديه بيت المقدس، فإن التيه التي تعيشه أمتنا، والعلم عند الله تعالى، أنه لنفس الغرض، وهو أن الطاقات الموجودة الآن في العالم الإسلامي كله من أقصاه إلى أقصاه، ليست مؤهلة لإصلاح الأوضاع، و ليست مؤهلة لتحرير الأرض المغتصبة، و ليست مؤهلة للارتقاء بالأمة ونزعها من الوحل الذي تعيش فيه. فالأمة بحاجة إلى تربية ولعل التيه الذي تمر به الأمة هذه الأوقات يربي جيلا قادما متكاملا في جميع الجوانب، ويكون الفتح والنصر على يديه. كأنه والله أعلم، أن الطاقات الموجودة الآن في الأمة، بكافة قطاعاتها عاجزة عن التغيير، قاصرة عن العطاء، فلا بد من التيه لسنوات وسنوات، حتى يزول وينتهي هذا الجيل المتهالك، ويخرج الله جيلا قويا معطاءً، تربى في ظلمات هذا التيه، وتحصن عقديا وفكريا وعلميا وخلقيا، يكون الفتح على يديه، ويكون تحرير الأرض على يديه، ويكون الإصلاح الشامل على يديه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وعندما يقال بذهاب هذا الجيل العاجز والقاصر فإن هذا لاينفي وجود عالم أو مفكر أو قائد أو خبير في أي مجال، لكن يبقى هؤلاء آحادا لا يكفون للارتقاء بالأمة، لأن إحداث التغيير لا يكفيه الآحاد، بل يحتاج الى طاقم متكامل في كل مجال، والذي يجري في الأرض كلها اليوم من محاولات لإبادة المسلمين في جميع البلاد الاسلامية، هذا كله والله أعلم قدر الله لإخراج أجيال صلبة قوية، نشأت وتربت في المعارك والحروب فتكون أصلب عودا وأكثر عتادا وأطول نفسا وأكثر وعيا بحقيقة المعركة التي تدور في الأرض بين دين الله وأعداء الله فيتربون كما تربت بنو إسرائيل في ذلك التيه.

-- منقول ----
توقيع : الأخ سعيد




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطريق نحو القمة
الطريق نحو القمة


عضو vip

عضو vip
معلومات إضافية
 احترامه لقوانين المنتدى احترامه لقوانين المنتدى : بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! 34phz0l
الدولة الدولة : المغرب
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1577
نقاط العضو نقاط العضو : 11
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/09/2015
العمر العمر : 25

بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! Empty
مُساهمةموضوع: رد: بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !!   بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! Clock11الأحد 11 أكتوبر - 18:05

بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! 1616340473 

مأراوع قلمك حين يصول ويجول
بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان .. 
تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها ..
دمت بحب وسعاده ..


بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !! 1495708503
توقيع : الطريق نحو القمة




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بين تيه قوم موسى و تيه أمتنا !!
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طرفة - و ما تلك بيمينك يا موسى
»  معنى إسم موسى - الماء و الشجر
» نشيد رائع للمنشد أبو علي موسى العميرة - أنا ما زلت حيا
» سلسلة أسئلة في سورة الكهف و إجابتها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شعاع الإيمان :: أشعة دينية إسلامية ::   :: القسم الإسلامي العام-