لم كان الإنسان محتاجا لتعلم العلم ، و لا يحتاج تعلم الجهل ؟
التقى رجلان في مجلس علم فسأل أحدهما الآخر لم كان الإنسان محتاجا أن يتعلم العلم ، و لا يحتاج أن يتعلم الجهل ، ألأنه في الأصل يوجد جاهلا ؟
أجاب الرجل الثاني قائلا :
أن الإنسان في الأصل خلق جاهلا ، فاحتاج أن يتعلم العلم ، و هذه إرادة الله و قدره ، و قد جبل الناس على حب المعرفة و الإطلاع ، و هذا هو الفرق بين الإنسان و الحيوان ، فقد ميز الله تعالى الإنسان بالعقل و كرمه على سائر المخلوقات ، قال تعالى : (( و لقد كرمنا بني آدم ... )) و لأهل العلم مكانة و منزلة و نفوذا و محبة في أوساط مجتمعاتهم ، لأنهم يحققون الفوائد الجمة لأمتهم ، أما أهل الجهل فهم كالبعير يسيرون في الظلمات و لا يعرفون مصالحهم و لا كيف يعيشون ، و لا يفيدون في شيء فوجودهم كعدمهم .
و قد اهتم ديننا بالعلم كثيرا فأول آيات نزلت في القرآن هي آيات تحث على طلب العلم ، يقول الله عز وجل : (( اقرأ بإسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ و ربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم )) ، و قال أيضا : (( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون )) ، و قال رسوله : ( صلى الله عليه و سلم ) : ( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد )) ، و يقال " اطلبوا العلم و لو كان في الصين " ، لذلك فلا يمكن للإنسان أن يتعلم الجهل لأنه لا يتعلم و لا منفعة منه .