تجول في رحلة مع اينشطاين - النظرية النسبية
تجول في رحلة مع اينشطاين - النظرية النسبية
تمهيد:
لقد تسببت النظرية النسبية فى انهيار اليقين العلمى القديم، وتغيير الصورة الموضوعية للعالم، بل وحتى اكتشاف القنبلة الذرية. ومنذ ظهورها لا يقربها إلا المختصون ولعلك كنت تسمع عنها ولا تجد من يفسرها فى سهولة، كما فسرها (مصطفى محمود). كان أينشتاين يبحث عن قانون واحد يفسر به كل علاقات الكون، فكانت النظرية النسبية، والنظرية النسبية بها معادلات كثيرة وجوانب فلسفية، وسنشرح منها الجوانب الفلسفية فقط.
- اقتباس :
- النظرية النسبية لا يفهمها فى العالم إلا عشرة. (د. مشرفة)
1. هل نرى الدنيا على حقيقتها؟هل السماء زرقاء كما نراها؟ لا، فهذا ليس كل الحقيقة، فالألوان موجات مختلفة فى طولها، يترجمها المخ إلى ألون، إذاً ما نراه من ألوان هو موجات فى الأصل، فأى لون ليس له لون، ولكنه مؤثر يفرقه المخ عن غيره بأن يلونه ويسميه. الأمر ذاته بالنسبة لحلاوة العسل التى نشعر بها لوجود أعضاء تذوق بألسنتنا، إذاً حلاوة العسل ليست صفة مطلقة، و إنما صفة خاصة “بالنسبة” لألسنتنا ، وبالمثل فإن أى شىء فى الدنيا نسبى كذلك.
- اقتباس :
- العالم الذى نعيش فيه هو عالم اصطلاحى بحت نعيش فيه معتقلين فى الرموز التى يختلقها عقلنا، ليدلنا على الأشياء التى لا يجد لها تفسير. النظرية النسبية
2. أكثر من دنياكل شىء فى الكون مكون من ذرات، وكل ما ندركه لا يقدم لنا صورة حقيقية عنه، لكن عن تأثرنا به، وهذا التأثر غير موجود خارجنا. وليس معنا ذلك أننا نحلم، لكننا سجناء حواسنا المحدودة، التى تصور لنا الحقيقة ناقصة، إذاً يوجد أكثر من دنيا فهناك الدنيا التى نعيشها، والتى يعيشها الصرصور… والدنيا الحقيقية التى لا يعلمها إلا الله، ولا تستطيع أى فئة تعيش فى دنيا أن تشرح لفئة أخرى دنيتها (لا نستطيع أن نتكلم مع الصراصير مثلاُ). من هنا يجب علينا أن نستعمل أساليب أخرى غير حواسنا، وهى أن نجرد كل شىء إلى أرقام ومقادير، مثلاً: نعطى لطول و ذبذبة كل موجة رقماً.
3. لا فارق بين الضوء والمادةنتجت عن فكرة تجريد الأشياء إلى أرقام النظرية الكمية لماكس بلانك، و التى تفترض أن الضوء ينطلق فى ذرات (فوتونات) وليس موجات. وتمكن أينشتاين من إيجاد العلاقة بين هذه الفوتونات الساقطة على لوح معدنى وبين الكهرباء التى تتولد منه، ومن هذه المعادلة اُخترع التلفزيون فيما بعد. و لما كانت المادة مكونة من ذرات كما نعلم، والضوء مكون من ذرات هو الآخر كما اثبته بلانك وأينشتاين، ، إذاً لا يكون هناك فارق بين المادة والضوء! لكن كيف يتكون الضوء من ذرات ويتصرف كالموجات؟! فالضوء يحيد عندما يدخل من ثقب ضيق كما تحيد أمواج البحر عندما تدخل فى مضيق. كيف تبدو الحقيقة بهذا التناقض؟
4. خلاف العلماء حول ماهية الضوءظل الخلاف بين العلماء حول كون الضوء ذرات أو أمواج، حتى ظهرت نظرية الميكانيكا الموجية، التى أثبتت أن الذرات تتصرف كالأمواج، إذاً لا فارق بين المادة والضوء، لكن كيف يكون للمادة صفات الضوء؟ ويكون للضوء صفات المادة؟، رداً على ذلك تقدم هاينزبرج وبورن بمجموعة من المعادلات التى تصلح لتفسير الضوء كمادة، و كأمواج فى نفس الوقت وعلى كل عالم اختيار الافتراض الذى يعجبه، ومن المستحيل معرفة الحقيقة لأسباب شرحاها.
- اقتباس :
- الحقيقة المطلقة لا سبيل لإدراكها. هاينزبرج
5. لا يوجد جسم متحرك وآخر ثابت
ننتقل لنقطة أخرى أكثر تشويقاً: سأل أينشتاين نفسه: هل يمكن أن جسماً يتحرك والآخر لا يتحرك؟ والإجابة: لا يمكن، فلو أننا أردنا أن نعرف هل سيارة تتحرك فى طريق أم لا، فإننا نبحث عن جسم ساكن، ونرى إذا كان موضعها سيتغير بالنسبة لهذا الجسم أم لا، ولنقل أن الجسم الساكن هو بناء فى هذا الطريق، لكن الحقيقة أن البناء ليس ساكناً فهو يتحرك مع الأرض حول الشمس، والشمس والمجرات ومجموعات المجرات كلها فى حالة حركة، وحتى الكون كله يتمدد، فلا وجود لجسم ثابت فى الكون نستطيع من خلاله معرفة الحركة الحقيقية للأجسام بالنسبة إليه. افترض نيوتن أن الجسم الثابت هو الفضاء، لكنه عجز عن إثبات ذلك. تبع محاولة نيوتن محاولة العلماء الفاشلة التى تقول بأن الأثير الموجود فى الفضاء هو الجسم الثابت.
6. القانون الأول فى النظرية النسبية
- اقتباس :
- قوانين الكون ثابتة لكل الأجسام التى تتحرك حركة منتظمة. القانون الأول فى النظرية النسبية
كان هذا القانون نتيحة اكتشاف ثبات سرعة الضوء فى أى مكان فى الكون، حتى مع ثبات أو حركة مصدره (البطارية مثلاً). فإذا ركبت سيارة ومرت سيارة ثانية فى عكس اتجاهك، فإن سرعة السيارة الثانية بالنسبة لك تساوى مجموع سرعة السياراتين، ولكن إذا مرت سيارة ثالثة فى نفس اتجاهك، فإن سرعة السيارة الثالثة بالنسبة لك تساوى الفرق بين سرعة السياراتين، مع ملاحظة أن يكون المصدر الذى تقاس سرعة كل السيارات بالنسبة إليه واحداً. هناك فكرة طريفة لبوانكاريه تقول أنه إذا تضاعف حجم كل شىء فى الكون 1000 مرة، فلن نشعر بذلك! لأن أجسامنا ستضاعف أيضاً 1000 مرة وأدوات القياس ستضاعف كذلك بنفس النسبة.
المراجع:
1- كتاب أينشتاين والنسبية لمصطفى محمود.
2- ويكبيديا - الموسوعة الحرة.
قد يبدو موضوعاً طويلاً، لكنه (كما تعرف) طويل نسبياً :)
نكمل فى جزء ثانٍ بإذن الله.
أول شيء هذا الموضوع منقول من مدونة عالم النجاح للأمانة
يتبع ...