بادر إلى التوبة و عجل بالإنابة و سارع بالفرار إلى الله عز و جل .. و إياك و التسويف :
بادر إلى التوبة و عجل بالإنابة و سارع بالفرار إلى الله عز و جل .. و إياك و التسويف :
أخي الحبيب بادر بالتوبة الصادقة ، وجدّد التوبة في كل يوم وفي كل وقت .. وإذا أذنبت مرة أخرى ، فجدد توبة أخرى ، ولا تصرّ على الذنب أو تعتقد أن الله عزَّ وجلَّ لا يغفره لك ..
بادر أخي بالتوبة .. ولا تقل سوف أتوب .. أو غداً سأتوب .. وما يدريك أنك ستعيش إلى غدٍ .. فإن الموت يأتي بغتة بلا أسباب ولا مقدمات .. وكم رأينا أناساً ماتوا فجأة وهم في شرخ الشباب .. فهذا توفي بسبب توقف مفاجيء للقلب .. وهذا بسبب حادث مروع ... وذلك بسبب رصاصة طائشة .. وآخر لا يُعلم سبب موته .. قال تعالى : ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾ [لقمان: من الآية34].
ومن هنا أمر الله عزَّ وجلَّ باغتنام الأوقات في طاعته .. وبالمسارعة بالتوبة قبل حلول الأجل .. قال تعالى: ﴿*وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ﴾ [ آل عمران: من الآية133] .
وقال : ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ [ البقرة: من الآية148] .
وقال : ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران:135] .
وقال النبي : (( ويل للمصِرِّين على ما فعلوا وهم يعلمون )) [ رواه أحمد وصححه الألباني ] .
فيا أخي الحبيب !
- تب الآن قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك ، فلا تستطيع فكاكاً من المعاصي .
- تب الآن قبل أن يهجم عليك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة والإنابة .
- تب الآن قبل أن يأتيك ملك الموت فتقول: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ﴾ فيقال لك ﴿كَلَّا﴾.
- تب الآن واقبل النصح ؛ فالسعيد من وعظ بغيره ..
- تب الآن فبل أن تعضَّ على أصابع الندم وتقول : ﴿ لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً ﴾ [ الفرقان: من الآية27، 28 ] .
أخي الحبيب !
خذ من شبابك قبل الموت والهرم
وبادر التوب قبل الفوتٍ والندم
واعلم بأنك مجزيٌّ ومرتهنٌ
وراقب الله واحذر زلة القدم
من كتاب " أخي السجين معا نصنع النجاح ".