حاول أن تجعل دخولك للسجن بداية للنجاح في الدنيا و الآخرة :
حاول أن تجعل دخولك للسجن بداية للنجاح في الدنيا و الآخرة :
عن صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله خير له ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سراءُ شكر فكان خيراً له ، وإن أصلبته ضراء صبر ، فكان خيراً له )) [ رواه مسلم ] .
فمن مثلك أخي – إن كنت مؤمناً – والخير كله في كافة أحوالك ، ومختلف شؤونك ، إذا شكرت على السراء ؛ زادك الله من فضله ، كما قال سبحانه : ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: من الآية7] ، وأعطاك ثواب الشاكرين ، كما قال : ﴿ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾[ آل عمران: من الآية145] .
وإذا صبرت على الضراء ؛ خفف الله عنك مصابك ، ورفع قدرك ، وأعطاك ثواب الصابرين . قال تعالى : ﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [المؤمنون:111]
فلماذا تحزن أخي وفي كل ما يقدره الله عليك خير وأجر وفوز وفلاح .
إن سجنك هذا يمكن أن يكون بداية انطلاق نحو النجاح والهداية والاستقامة والعمل الصالح الذي ينفعك وينفع الناس ، فقد قال بعض السلف : إن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار ، وإن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة !!
قالوا له : كيف ؟
قال : يعمل الحسنة فلا يزال يتكبر بها ، ويتعاظم على عباد الله ، ويدلُّ بها على الله عزَّ وجلَّ ، فلا تقبل منه حسناته ، وترجح عليها سيئاته فيدخل النار ! .
ويعمل السيئة فيظل نادماً خائفاً باكياً طالباً من الله الغفران ، فيغفر الله له ذنوبه ، ويبدل سيئاته حسنات فيدخل الجنة .
فاجعل من سجنك – أخي – دليلاً لك إلى الجنة ، وإياك أن تصرّ على المعصية التي أوردتك هذا المورد فتهلك مع الهالكين .
من كتاب " أخي السجين معا نصنع النجاح " .