| موضوع: كن نفسك ولا تنام على سرير بروكرست ولو كان عربيا الأربعاء 22 يونيو - 15:12 | |
| كن نفسك ولا تنام على سرير بروكرست ولو كان عربيا كن نفسك ولا تنام على سرير بروكرست ولو كان عربيا
تقول الأسطورة أن بروكرست كان حداداً يدعو الزواره للمبيت عنده،ثم يضعهم على سرير في بيته فمن زاد طوله عن السرير بتر الزائد منه، ومن كان أقصر مد أطرافه حتى تتمزق، والشخص الوحيد الذي ينجو منه هو الذي يناسب مقاسه السرير تماماً، لكن هذه ليست أسطورة فحسب بل واقع الكثير منّأ للأسف، فلدينا في أذهاننا سرير لبروكرست، لانقبل أي شخص كما هو،بل نبادر إلى حشره بالقوة في صورة نخلقها ونتخلص مما لا يوافقها!لذا، يجب أن تقذف بهذا السرير خارج ذهنك وقلبك، وتتعلم أن للناس مقاسات ولهم أجساد وعقول ورؤى مختلفة، وأن لاتحشره داخل سريرك وتشوه حقيقتهم.أستمر بروكرست بجرائمه المروعة حتى القى القبض عليه ثيسيوس واخضعه لنفس ماأُخضع له ضحاياه، حيث انامه على سريره وقطع راسه ليتلائم مع السرير."ان تفكير بروكرست هو القولبة الجبرية، والتطابق المتعسف، والانسجام المبيت. انه افتئات على الواقع قلما يفلت من غضبة المنطق وانتقام الحقيقة". واستناداً لهذا التعريف فان مصطلح البروكرستية يطرق مجالات واسعة من الحياة ليشمل اي محاولة لصب كل الاختلافات في قالب واحد ضربة لازب.فهذا الطبيب المخادع حينما ينخدل أمام حالة فيعطي في باله تشخيصً مسبق يكيف عليه الاعراض والعلامات ويلوي بها يمينا ويسارا لتاتي على مقاس تشخصيه فبدل ان يسير من العلامات إلى التشخيص سار بالعكس. وتلك الادارة الماكرة توعز لاستخباراتها بان تفصل لها تقريرا يتناسب مع قرار سياسي مبيت بدلا من يكيف القرار وفقا للمعلومات.ويقاس على هذا الكثير من الأمثلة : فهذا الحاكم الطاغية الذي يريد أن يضع الشعب كله في قالب واحد يناسب تفكيره هو ويريد الناس لا تسمع لغيره ولا تفكر إلا بطريقته هو وان ما يراه دائما هو الصواب ويريد أن يفصل تفكير الناس حسب تفسه المريضة .وهذا الشيخ مدعي العلم وفهم الواقع وهو يجلسك أمامه ويريدك أن تكون مسلوب الإرادة والتفكير ويريد أن يضعك في قالبه هو وأن يحجم تفكيرك فلا يتعدى ما يراه هو .وهذه هي الجماعة والحزب والتنظيم الذي يأمر متبعيه العيش في قالب وفكر الجماعة أو الحزب أو التنظيم دون وعي ولا تفكير حر بل أن تلغي نفسك وتكون هو .وهذا محدثك يريدك في نهاية الحوار أن تتبنى فكره وإلا كنت كافرا أو فاسقا أو منحرفا عن الصواب بل يحكم عليك أنك إن لم تتبنى تفكيره فأنت من أهل النار ومن الملعونيين .واذاكان بروكرست اليوناني شخصية اسطورية فإن بروكرست العربي شخصية واقعية موجودة بيننا نصطدم بها وتصطدم بنا كل يوم. انها تتجلى في حياتنا وفي مجتمعاتنا بأشكال وصور عديدة. تتجلى فكريا في فكرنا وثقافيا في ثقافتنا وصحافيا في صحافتنا واعلاميا في اعلامنا وفي التربية والتعليم والاسرة والمدرسة والوزير والحاكم والشيخ مدعي الفهم وتوجد أيضا في معاملة الآباء لأبنائهم والعكس ولا يحترم كل هؤلاء إستقلالية الآخر وحرية أن يكون في القالب المناسب له .الكثير ممن بيدهم فرصة توجيه المجتمع هم في الحقيقة مرضى نفسيا يحتاجون للعلاج الطبي .والإعلام العربي خير مثال فترى من يوجه لك النصح والإرشاد في برامجهم يوميا هم من قاع المجتمع فكريا وما وصل أحدهم لمكانه إلا لأنه من نوعية : السمع والطاعة دون فهم هي شرعي وديني ....فكن نفسك ولا تنام على سرير بروكرست ولو كان عربيا ..كتبه : محمد الفاتح .المرجع : كتاب المغالطات المنطقية - عادل مصطفى .عمر دافنشي . |
|