ضرورة الأدب مع الثوابت الدينية
ضرورة الأدب مع الثوابت الدينية
إذا كان الاختلاف أمر حتميّ وطبيعي ، فإن احترام الثوابت الدينية من الحتمي بمكان ، ولولا التجاوز في هذا الباب لكان الاختلاف أفضل مما نراه اليوم .
إن بعض المنتمين للتيارات الليبرالية والذين يفترض بهم أن يكونوا أشد الناس تقديسا للحرية وللكرامة ، هؤلاء نجد عندهم - مع كل أسف - شجاعة منقطعة النظير في وجه النصوص الدينية والثوابت ، بل وكرامة الأمة ، مالا نجده عندهم في وجه الحكام .
فبعض الليبراليين يجد من الشجاعة والقوة في الهجوم على الله أو على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أو الدين ، مالا يجدها على بعض الحكام !!
وكأنه - للأسف - لا يؤمن إلا بالعقاب المحسوس المنظور ، وكأن قيمة الأفراد أعظم من قيمة الله جل في علاه !
وقد يكون من أسباب هذه الظاهرة المرضية بعض المنتمين للدين - مع كل أسف - حيث حولوا بعض القضايا الاجتهادية إلى قضايا قطعية ثبوتية !
إن بعض الاخوة هداهم الله قد إنعدم عندهم سلم الأولويات ، فأصبح عنده إنكار تحريك السبابة مثل إنكار الصلاة ، وإنكار وجوب ستر الوجه مثل إنكار وجود الله ، فأصبح المخالف في الحجاب يجد نفسه في صف المخالف في الإيمان أو في الأصول العقدية ، وهذا وربي خطر عظيم يصب في النهاية في مصلحة غلاة المنحرفين عن الدين .
إننا إذا تمسكنا بقضايا خاسرة نعتقد أنها هي الأصل ثم انهارت ، قد يدفعنا هذا إلى الاحساس بالخسارة ثم الاحباط ثم تقريع ومراجعة الذات مراجعة خاطئة تدفعنا إلى الانكفاء والاعزلة !
ولذلك يحلو للبعض تقريع أهل الدين لموقفهم من قضية تعليم البنات ، وأنهم وقفوا موقف الرفض ، ولكن سرعان ما تجاوزهم المجتمع ، ولذلك ستكون قضاياهم اللاحقة كقضاياهم السالفة !
هذا الإيحاء الخطير سيزرع في نفوس البعض الاحباط !!
والحقيقة أن الخطأ هو في تنبي قضايا خاسرة بل مخالفة لحقيقة موقف الدين من العلم والمرأة ، واختلاط الرؤى بين ممارسة المجتمع لعاداته وبين تعاليم الدين !
هذا قضية ... والقضية الأخرى ، أنه ليس كل قضية يخسرها أهل الدين تعد في نفسها قضايا خاسرة ، كلا ... صحيح أن الملابسات والواقع حكم بتجاوزها ، ولكنها في الحقيقة حق ولذلك نجد المجتمع يعيد تقييمه لها وترتفع الأصوات بما كان أهل الدين يريدونه .
ومثل تلك القضايا كثيرة ... وخاصة ما يتعلق بالأسرة والعمل والتربية ونحوها ، ولو أخذنا قضية فرعية لذلك لأخذنا قضية ( السائقين والشغالات ) وموقف أهل الدين منها ، وبعد تجاوز موقفهم ، اليوم يعاد التفكير فيها بعد أن تفاقم الوضع الاجتماعي والأسري والأخلاقي بل والعقدي والأمني من ظاهرة الشغالات والسائقين .
ليس أي قضية تخسر آنيا تعد خاسرة في ذاتها ، كما أنه ليس كل فكرة تنجح تعد ناجحة في ذاتها .
نعود لأصل النقطة وهي ضرورة الأدب مع الثوابت الدينية فأقول : إذا كان من الواجب احترام رأي الفرد وتوقيره ، فإنه من الضروري بل الحتمي احترام النصوص الدينية التي تعد قيمتها أعظم من كونها بشرية أو مجرد رأي .
بقلم : صخرة الخلاص // صيد الفوائد .