ماذا تعرف عن الشيخ رحمت الله الهندي ؟
ماذا تعرف عن الشيخ رحمت الله الهندي ؟
وُلد الشيخ رحمت الله في محافظة " مظفر ناجار " في الهند في جمادى الأُلى سنة 1233 هـ ، وينتهي نسبه الشريف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه .
عند بلوغ الشيخ الثانية عشرة كان قد قرأ القرآن الكريم ، وأجاد اللغة الفارسية ، وقد أقام مع والده الذي كان يعمل سكرتيراً عند الملك الهندوسي " راجه هندو راؤ بهادر " ، فكان في الصباح يتعلَّم عند الأستاذ محمد حيات ، وفي الليل يتلو الأشعار التي تمجد شجاعة جلال الدين محمد أكبر ، ثم رحل إلى مدينة العلم والأدب ( لكنؤ ) وتتلمذ على يد المفتي سعد الله وغيره ، ومن أساتذته الأستاذ : " لوكارثم " ، وقد تعلم منه الشيخ العلوم الرياضية ، ولما آنس الشيخ رحمت الله في نفسه القوة على التدريس تصدَّر مجالس الدرس والإفتاء وأسس مدرسة شرعية في مسجد كيراثة ، ودرس فيها مدة طويلة ، ولكن ظروف الهند العصيبة والاحتلال الإنجليزي يعضده وجود الإرساليات التنصيرية جعلته ينشغل عن التدريس وأجبراه على مواجهة المبشرين .
فكانت المناظرة الكبرى في التاريخ ، وكان مناظِرُه هو القس بافندر رئيس البعثة التبشيرية بالهند ، واتفق الطرفان على المحاور الخمسة التالية : النسخ والتحريف وألوهية المسيح ومسألة التثليث ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، فتناول الطرفان مسألة التحريف والتي اعترف فيها القس " فندر " على مرأى ومسمع من الجميع قائلاً : " لا يوجد التحريف إلاَّ في سبع مواضع أو ثمانية في الإنجيل " .
ثم بعد هذا الانتصار الساحق تعقبه المبشرون وجنود الاستعمار ليقبضوا عليه ولكنه تزيا بزي فلاح ، وسافر بعد رحلة عذاب إلى مكة المكرمة وأقام بها وأسس المدرسة الصولتية بمعونة سيدة فاضلة تسمى " صولة النساء بيفم " .
وقد توفى الشيخ في الثاني والعشرين من رمضان المعظم سنة 1308 من الهجرة .
ويُعدُّ الشيخ ديدات خلفاً له وعلى قدم واحدة معه ، وامتداداً له ..
بارك الله لنا فيه وزاده بسطة في العلم والعمل . انتهى .