فائدة نحوية عن (حتى)
فائدة نحوية عن (حتى)
(حتى) في اللغة العربية أربعة أنواع:(عاطفة- جارة للاسم الصريح- جارة الجارة للاسم المؤول- ابتدائية) والجمهور على أنها ثلاثة أقسام فقط.(عاطفة - جارة - ابتدائية).
النوع الأول: هو حتى العاطفة حتى العاطفة تفيد شيئين: تفيد الجمع بين المتعاطفين في الحكم، وتفيد معنى ثانيا، وهو الدلالة على الغاية، والمراد بالغاية النهاية، مثل لو قلت: وصل الحجاج مزدلفة حتى المشاة، فهنا حتى أفادت شيئين: أولا الجمع، أنها جمعت بين المعطوف وهو (المشاة)، والحجاج والمقصود بهم الراكبون، جمعت بينهما في الوصول، يعني: كلهم وصلوا. المعنى الثاني: أنها دلت على الغاية والنهاية، فإذا سمعت قائلا يقول: وصل الحجاج إلى مزدلفة حتى المشاة. تستفيد أنه لم يبق في عرفة أحد؛ لأنها دلت على الغاية وعلى النهاية.
النوع الثاني: حتى الجارة للاسم الصريح، كما في قول الله -تعالى-: { سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } فحتى: حرف جر، ومطلع: اسم مجرور بـ(حتى) وعلامة جره الكسرة الظاهرة. فحتى من حروف الجر، لكنها هنا جرت الاسم الصريح، يعني: غير المؤول.
النوع الثالث: (حتى) الجارة للاسم المؤول، من أن المصدرية والفعل المضارع.
والفرق بين حتى الثانية والثالثة: أن حتى الثانية تذكر في باب حروف الجر، لكن حتى الثالثة وإن كانت جارة، لكنها تذكر مع نواصب الفعل المضارع -مع نواصب الفعل المضارع -، كما في قول الله -تعالى-: {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى } فحتى: حرف غاية وجر، يرجع: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، إلينا: جار ومجرور متعلق بأيش؟ بـ(يرجع)، موسى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بـ(حتى)، ويكون التقدير -والله أعلم-: لن نبرح عليه عاكفين حتى رجوع موسى.
إذن حتى هنا صارت النهاية أنها جارة، لكن ما فرقها عن الجارة الثانية اللي قبله؟ الثانية جرت الاسم الصريح، والثالثة جرت المصدر المؤول، والتفريق بينهما: إذا رأيت (حتى) بحروف الجر، اعرف أنها هي الجارة للاسم الصريح، وإذا رأيتها مع نواصب الفعل المضارع، اعرف أنها هي الجارة للمصدر المؤول.
النوع الرابع لـ(حتى): (حتى) الابتدائية. وحتى الابتدائية هي التي تدخل على الجملة الاسمية، وتكون الجملة التي بعدها مستأنفة لا محل لها من الإعراب، هذه تسمى (حتى الابتدائية). ومن أمثلتها قول النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الصحيح المتفق عليه: " ما يصيب المؤمن من هم ولا حزن ولا نصب ولا أذى، حتى الشوكةُ يشاكها، إلا كفر الله بها خطاياه ".
فحتى هنا ابتدائية، الشوكة مبتدأ، إذا قيل: ابتدائية معنى اللي بعدها مبتدأ مرفوع وعلامة رفع الضمة الظاهرة على آخره، وجملة يشاكها خبر المبتدأ الجملة، صغرى ولّا كبرى؟ ها...؟ صغرى، وجملة الشوكة (يشاكها) كبرى. ويشاك: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو، يعود على المؤمن مستتر جوازا. والهاء مفعول، والجملة من المبتدأ، والخبر جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، وحتى كما قلنا هي حتى الابتدائية.
مختارات في اللغة العربية وآدابها