كيف تخطط لحياتك في زمن السرعة
كيف تخطط لحياتك في زمن السرعة
نعيش في زمن تصارع فيه الثواني الدقائق و تزاحم فيه الدقائق السعات , فتمر بنا تلك الأيام و الليالي ممر
الكرام و كأننا في رحلة عبر الزمن ما إن مررنا ببوابة الزمن تلك حتى ضيعنا كل شيء
ما لم نعرف كيف نسيطر على هذا الوقت الجارف و الزمن الغادر .
تساير تلك اللحظات مرات بقوة فننجز فيها ما أردنا و احيانا بضعف فترحل امالنا مع ايامنا تاركة
ايانا في مصارعة دائمة مع الوقت الذي ما فتأ ينحت بصماته علينا و على واقعنا
قد يكون الوقت هو الحائل بين بعض الناس و بين تحقيق اهدافهم بمختلف أنواعها فنرى هذا يلعن
الوقت و ذاك يعتبره سببا لإخفاقه و لكن هل حقا الوقت هو المذنب ام المارون في طريق ذاك الوقت ؟
كعملية استقراء بسيطة بين ما كان عليه سلفنا و ما نحن عليه نجد
اننا نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا
فكيف لأناس عايشوا التطور و السرعة ان يقهرهم الوقت و يثقل من كاهلهم قد وفرت لهم الظروف كل الأسلحة الممكنة لتخطيه ,
و في المقابل كيف لقوم انجزوا اعمالهم بأيديهم بعيدا عن أي تطور فأخدت منهم الوقت الكثير و لكنهم و بقبضة من حديد
عرفوا كيفية السيطرة على الوقت و ترويضه لما ينفعهم و يزيد من قوتهم ,
يقول ابن عقيل : انه لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة وبصري
عن مطالعة أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح فلا انهض إلا وقد خطر لي ما اسطره و إني لأجد من حرصي على العلم وأنا في
عشر الثمانين اشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة
اذن شتان بين فكر ابن عقيل الذي يميزه طابع التخطيط و الترتيب للأولويات و طرق انجازها حتى في اوقات الراحة
و فكرنا الحالي الضائع وسط متاهات من الأعمال العالقة و الوقت الراحل بسرعة
و هنا ناكد على التخطيط فلا علاقة للتطور و انشغالاته او الحداثة و متطلباتها في عملية الضغط التي يمارسها الوقت
علينا و انما الموضوع لا يتعدى مسألة التخطيط الذي بات أهم مطلب عملي و ضرورة قصوى لبناء اساسات صحيحة تمكننا من
مجاراة الوقت و الأخذ بالأسباب لجعله قوة مساعدة لا جبهة مضادة .
فالتخطيط هنا يساهم في اجتياز الكثير من الصعاب و في نفس الوقت يمَكننا النظام الناتج عن هذا التخطيط من
انجاز اعمالنا في اقصر وقت ممكن .
عن طريق التحليل نحسب خطواتنا بكل دقة و نراهن على الوقت الواجب ان لا نتعداه فندرس طريقة تجاوز ظروفه
الخانقة و كيفية المعالجة اخطائها ان واجهتنا
كما اننا نوثق رؤيتنا للمستقبل كيف سيكون و كيف لا يجب ان يكون بواسطة الاستقراء الواقعي
عن طريق تلك الدراسة الوافية و الترتيب المسبق لجدول اعمالنا .
و هناك من الاسباب ما يجعل التخطيط اهم مرتكز لتحقيق اهدافنا و لكن ما ركزت عليه ما هو الا نقطة صغيرة في بحره
تتعلق اكثر بجانب الوقت الذي يداهمنا
فإذا كان الوقت المتسارع هو الداء فليعلم الجميع ان التخطيط هو الترياق الذي يوقفه عند حده فيحوله الى عامل للنجاح و التنمية
و في الاخير
الوقت و ان تعاظمت قوته وقف عاجزا امام اصحاب التخطيط المسبق و العمل المنسق
و ما احوجنا الى هذا التخطيط في واقعنا المتخبط بين دفتي ظروف الحياة القاسية و الوقت
منقول