من أفضل المجالات التي يستحسن القراءة فيها – عشر مجالات مفيدة يستحسن القراءة فيها :
ماذا أقرأ ؟
من أفضل المجالات التي يستحسن القراءة فيها – عشر مجالات مفيدة يستحسن القراءة فيها :
ماذا أقرأ ؟
على منتديات الطريق نحو القمة ، من كتاب " القراءة منهج حياة " لفضيلة الشيخ الدكتور راغب السرجاني .
لو أنني بالفعل سوف أقرأ, وأريد أن أحقق هدفًا من القراءة, ولديَّ من الحماسة والعزيمة ما يبلِّغني هدفي.. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا أقرأ؟
تعالوا نفكر معًا.. ماذا نقرأ؟؟...
قد يتصور البعض – بدايةً - أنني سوف أخبره بفروع مختلفة من العلوم الدينية، وأنا أقول له: ليس هذا ما أقصده بمنهج القراءة؛ فالمسلم إنسان متوازن، يحتاج إلى القراءة في أمور كثيرة حتى يبقى متوازنًا، والإسلام له دور في كل نقطة من نقاط حياتنا، ومن هنا.. فكل قراءة في أي مجال نافع في الدنيا تعتبر "قراءة نافعة مطلوبة" في ميزان الإسلام.
تعالوا بنا نحدد عشر مجالات نقرأ فيها، وبالطبع هذه المجالات ليست سوي عينة مما يفترض أن نقرأه، وهي بداية, وكل ميسر لما خلق له.
المجال الأول: أول ما نقرأ.. وأعظم ما نقرأ.. وأهم كلمات نقرؤها هي كلمات القرآن الكريم، والقرآن الكريم ليس مجرد كتاب سوف تقرؤه مرة أو مرتين، القرآن الكريم دستور الخلق، وقراءته يجب أن تكون بصفة دورية مستمرة ومركزة، حتى إن العلماء قالوا: يجب على المسلم أن يجتهد في ختم القرآن قراءة في شهر أو أقل، فلا بد إذن أن يكون للقرآن الكريم مكان واضح في برنامجك اليومي.
وهذا الكلام يكتسب أهمية خاصة، حيث إن الكثيرين ممن يهتمون بدراسة العلوم المختلفة والقراءة ينشغلون عن قراءة القرآن الكريم، وهذه مشكلة خطيرة، فالله عز وجل من رجمته بنا يشجعنا على قراءة دستورنا وكتابنا بأن يعطينا على كل حرف نقرؤه حسنة، ثم يضاعف الحسنة إلى عشر أمثالها... وهذا عجيب لأن الحرف لا يستقيم به المعنى, بل نحتاج إلى تكوين الكلمة حتى يتم فهم المعنى، وكان من الممكن أن يعطي الله عز وجل بكل كلمة حسنة، ولكن الله تعالى من كرمه جعل المكافأة بالحرف، وهذا المعنى يؤكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لا يُفهم على غير المقصود.. ففي الترمذي بسنده عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ, وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا.. لَا أَقُولُ (ألم) حَرْفٌ, وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ, وَلَامٌ حَرْفٌ, وَمِيمٌ حَرْفٌ".. فالقرآن إذن هو أول ما نهتم بقراءته.
المجال الثاني: وهو أيضًا في غاية الأهمية: أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. وفي الحقيقة ومع أهمية هذا المصدر، وكونه المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم، إلا أن لدينا قصورًا فيه، والرسول صلى الله عليه وسلم آتاه الله تعالى جوامع الكلم، بمعنى أن كلمات قصيرة يقولها، تجد فيها المعاني الضخمة، وبقراءة حديث واحد قصير جدًا تحصل على كمٍّ هائل من العلم والمعرفة والحكمة.
والكثير منا قد يقرأ القرآن الكريم، ولكن القليل هو الذي يمتِّع عينيه وعقله بكلمات الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم، وحتى لو قرأها أحدنا فإنه ربما يقرؤها بصورة عشوائية غير منظمة، ولكننا نريد أن تكون قراءة الأحاديث النبوية الشريفة جزءًا رئيسيًا من تكوينك.
وإذا قرأت كل يوم حديثًا أو اثنين من أحاديث النبوية الشريفة، واطلعت على بعض المعاني لهذين الحديثين، فسوف يكون حجم استفادتك كبيرًا جدًا، إن السنة كنز هائل من الكنوز التي بين أيدينا، وكتب السنة ولله الحمد كثيرة، فلتبدأ بالبسيط منها ومع التدرج يكون الخير، ابدأ مثلاً بالأربعين النووية، فرياض الصالحين وهو أيضًا للإمام النووي، ولتقرأ اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، ولتقرأ أيضًا مختصر البخاري ومختصر مسلم... المهم أن تقرأ.
المجال الثالث للقراءة هو: العلوم الشرعية: من خلال الاستعانة بأحد العلماء أو السابقين لك في مجال القراءة يمكنك أن تعمل برنامجًا للقراءة في العلوم الشرعية.. وعلوم الإسلام كثيرة جدًا، فحاول أن تقطف من كل بستان زهرة، وأن تقرأ كتابًا في كل فرع من فروع العلوم الشرعية، وسيعطيك هذا خلفية رائعة، ويبني لك قاعدة متينة يمكنك أن تبني عليها بعد ذلك بنيانًا ضخمًا إن شاء الله، ولتبدأ بكتب بسيطة مختصرة, ثم توسع بعد ذلك مع مرور الوقت.
وهذه بعض الأمثلة لبعض الكتب التي يمكنك من خلالها بناء قاعدة جيدة في العلوم الشرعية:
1 - مختصر تفسير ابن كثير: كتاب رائع لتفسير القرآن الكريم، وهو يتميز بالبساطة في الأسلوب والسهولة في العبارة، تستطيع البدء بجزء عمّ وتبارك، وبعد ذلك اقرأ تفسير السور التي تحفظها ( البقرة - الكهف - يس - الواقعة... وقم بعمل جدول لذلك وحاول الالتزام به.
2 - فقه السنة: والجزء الأول منه يتحدث عن أحكام الصلاة والزكاة والصوم والحج، وهو مهم جدًا لأداء هذه العبادات بالصورة الصحيحة التي أمر الله عز وجل بها...
3 - كتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين: وهو كتاب مبسط جدًا عن العقائد الإسلامية، يتحدث فيه المؤلف عن كيفية الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقضاء والقدر...
4 - مختصر منهاج القاصدين: وهو كتاب رائع في الرقائق والروحانيات وأمراض القلوب وكيفية معالجتها، ويتناول بعض آفات الأخلاق كالغضب والشح...، و يتحدث عن كيفية التوبة، وكيف تحب الله وكيف يحبك الله...وهو كتابٌ جميلٌ حقًا.
5 - كتاب خلق المسلم: للشيخ الغزالي, وهو كتاب رائع في فهم الأخلاق الأساسية لكل مؤمن.
6 - المرأة في التصور الإسلامي للدكتور عبد المتعال الجبري رحمه الله: وهو كتاب مهم وقوي في بيان قيمة المرأة ودورها, والشبهات التي أُثيرت حولها والرد عليها، وهو كتاب مهم ليس للنساء فحسب بل للرجال أيضًا.
7 - الرحيق المختوم للمباركفوري: وهو عبارة عن شرح بسيط لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.. من ميلاده إلى وفاته، ومن خلال هذا الكتاب يمكنك أن تأخذ فكرة سريعة عن حياة أفضل الخلق وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
8 - صور من حياة الصحابة لعبد الرحمن رأفت باشا: وهو كتاب رائع عن سير بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويتميز الكتاب بلغته الجميلة وأسلوبه السهل البسيط ومعلوماته الكثيرة.
9 - ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ لأبى الحسن الندوي.. كتاب مهم جداً لشرح حال الأرض قبل الإسلام، وكيف غيّر الإسلام مفاهيم الناس وصححها، وإن كان بودي لو أن المؤلف غيّر اسم الكتاب من "انحطاط المسلمين" إلى "تأخر المسلمين" ...لكن الكتاب -على العموم - ممتاز ورائع.
10 - من روائع حضارتنا.. للدكتور مصطفى السباعي رحمه الله: وهذا الكتاب من أروع ما كُتب عن جمال الحضارة الإسلامية، ومدى الرقي والتقدم الذي وصل إليه المسلمون في مجالات الحضارة المختلفة.
يمكن أيضًا أن تقرأ كتابًا جميلاً في شرح الأحاديث النبوية مثل كتاب: جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي، وهذا الكتاب يشرح أكثر من خمسين حديثًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب جميل جداً ومنظم.
وكذلك كتاب العبادة في الإسلام للدكتور يوسف القرضاوي، وهو كتاب عميق في شرح معنى العبادة في الإسلام وبيان شمولها لكل أمور الحياة...
هذه بعض الأمثلة السريعة، ولا شك أن هناك كتبًا كثيرة مهمة جدًا، لكن الأهم هو البداية، فهذا هو إذن المجال الثالث بعد القرآن والحديث مجال العلوم الشرعية.
المجال الرابع للقراءة هو: القراءة في مجال التخصص: ومع الأهمية الكبيرة لهذا الجانب.. إلا إنني أرى أن معظم الملتزمين بالدين وخاصة الطلاب في الجامعات مقصرون فيه تقصيرًا كبيرًا...
فالقراءة في مجال التخصص الدنيوي مهمة للغاية، الطبيب لا بد أن يقرأ في الطب، والمهندس يقرأ في الهندسة, والكيميائي في الكيمياء، والجغرافي في الجغرافيا... وهكذا كلٌ في تخصصه..
اقرأ دائمًا الجديد، حسّن من مستواك، ارفع من قدراتك ومواهبك وإمكانياتك، حقًا هذا المجال في غاية الأهمية، نحن لا نريد من المهندس أن يترك الهندسة ويتخصص في الفقه، ولا نريد من الفيزيائي ترك الفيزياء والتخصص في التفسير؛ فنحن – وإن كنا في حاجة إلى علماء الشريعة – إلا أننا في أمسِّ الحاجة إلى علماء الحياة.
دعيت في إحدى المرات إلى حفل تخرجٍ لدفعة من دفعات كلية العلوم، وكان الحضور يسألون عن النصائح المهمة التي يمكن أن تفيدهم فيما هم مقبلون عليه من الحياة العملية، فقلت: أنا أعرف بداية أنكم مشغولون الآن بقضايا العمل والكسب والزواج.. وهي قضايا مهمة ولا شك، لكن أول نصحي لكم هو أن تستكملوا مسيرتكم العلمية، وتواصلوا تفوقكم في مجال دراستكم.. ينبغي على كل الحضور أن يسجلوا ماجستير ودكتوراة! ولم لا؟ ، وهل من يسجل هذه الدرجات العلمية يتميز عن المسلم الملتزم بدينه في شيء؟! على العكس.. إن المسلم المؤمن الملتزم بدينه لديه دوافع راقية جدًا للعلم؛ فهو يبغي بالعلم رضا الله تعالى والجنة ، كما أنه يريد عمارة الأرض، ونفع البشرية، وخدمة الإنسانية، وليس هذا إلا للمؤمن.
المجال الخامس من مجالات القراءة وهو مجال مهم جدًا أيضًا: هو مجال التاريخ:
وقد تحدثت معكم كثيرًا في مواطن مختلفة عن أهمية التاريخ... فالتاريخ في غاية الأهمية، ويكفي أن ثلث القرآن تاريخ، ثلث القرآن يتحدث عن قصص الأولين، والهدف واضح هو استخراج العبرة, والتفكر في الأحداث، واستنباط سنة الله تعالى في خلقه وفي أرضه.
ومع أهمية التاريخ كله إلا أن هناك أولويات؛ فأهم ما نقرؤه هو تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تاريخ الخلفاء الأربعة، ثم بقية التاريخ الإسلامي، ثم التاريخ غير الإسلامي، ويمكن أن تقرأ في البداية بالنسبة لموضوع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري (كما أشرنا منذ قليل) وهو شرح بسيط للسيرة النبوية من الميلاد إلى الوفاة، ويمكن بعد ذلك أن تستعين بكتاب سيرة ابن هشام، وفقه السيرة للبوطي، وفقه السيرة للغزالي... وغير هذا كثير.
من المهم أيضًا قراءة تاريخ الخلفاء الأربعة، ولتبدأ بكتاب "إتمام الوفاء في سيرة الخلفاء" للخضري.
وأنت في حاجة أيضًا أن تقرأ عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ويمكن أن تبدأ في هذا المجال بكتاب "صور من حياة الصحابة" لعبد الرحمن رأفت الباشا (الذي سبقت الإشارة إليه أيضًا).
ومن الكتب التي تلقي أضواء مهمة على التاريخ الإسلامي كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟" لأبي الحسن الندوي رحمه الله، وكتاب "من روائع حضارتنا" للدكتور مصطفى السباعي رحمه الله، وكتاب "حماة الإسلام" لمصطفى نجيب رحمه الله.. وهذه الكتب في غاية الروعة، سوف توسع مداركك، وتفتح أمام عينيك أبوابًا كثيرة حاول أعداؤك قدر استطاعتهم أن يغلقوها...
المجال السادس في القراءة بعد التاريخ: هو قراءة الواقع:..
وهذا المجال خطير جدًا، ومهم جدًا وفي نفس الوقت هو حتميٌ للمسلم المثقف الواعي، وأقصد به قراءة الواقع الذي نعيشه، قراءة الواقع السياسي والاقتصادي والعلمي في العالم، قراءة هذا الواقع في بلادك، وفي بلاد المسلمين، وفي بلاد العالم بصفة عامة.
ولا شك أن للمتغيرات السياسية التي تحدث في الأرض تأثيرًا كبيرًا للغاية على أمة الإسلام، وإذا كنت تريد بالفعل أن تبني أمة الإسلام، فينبغي أن تعرف بصورة جيدة ما يدور حولك من أحداث على الصعيد المحلي والعالمي، وقد بات القول بأن الكلام في الجانب السياسي من المنكرات أو المحرمات.. بات هذا قولاً لا قيمة له، وفشلت المحاولات التي أُريد بها ترسيخ هذا القول؛ فالسياسة والاقتصاد والتجارة والزراعة والحروب والمعاهدات أجزاء لا تتجزأ من الإسلام.. وبعض الدعاة لا يهتمون بهذه الأمور, وبالتالي هم ينعزلون عن حياة الناس وعن واقعهم.. ومن ثَمَّ لا يؤثرون فيهم ولا يغيرونهم...
لا بد أن تتابع الصحف اليومية متابعة سريعة، وتطَّلع عل الصحف المختلفة الحكومية والمعارضة، المصرية وغير المصرية، الإسلامية وغير الإسلامية، العربية وغير العربية... ومتابعة المواقع العالمية للأخبار مثل BBC والـ CNN مع الحذر عند قراءة الأخبار من التضليل المقصود وغير المقصود، وحاول أن تقارن الأخبار ببعضها، وبعد فترة من الزمن تكتسب - بلا شك - حسًّا مرهفًا تستطيع أن تفرّق به بين الصواب والخطأ وبين الحقيقة والافتراء.
المجال السابع من مجلات القراءة مجال نعاني قصورًا شديدًا فيه: هو مجال قراءة الرأي الآخر:
وللأسف الشديد كثير منا ليس عنده استعداد لسماع أو قراءة الرأي الآخر، ليس عنده استعداد أن يقرأ أو يسمع لعالم مسلم ليس من نفس المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها، فضلاً عن أن يقرأ لمن لا يحملون الفكرة الإسلامية أصلاً! بينما الذي نعرفه هو أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.
نحن في حاجة إلى أن نقرأ ما يقوله غيرنا، ونعرف ما هي وجهة نظره، وما هي أدلته، وما هو رأيه...
نحن في حاجة إلى أن نقرأ أيضًا للمدارس غير الإسلامية.. هناك مسلمون كثيرون لهم توجهات غير إسلامية؛ قومية، علمانية، اشتراكية، غربية، وطنية، ومنهم من لهم توجهات نفعية تصب في مصلحتهم الشخصية فقط... يجب أن نقرأ كيف يكتب هؤلاء, وكيف يفكرون وما هي أطروحاتهم؟!
وأذهب أبعد من ذلك فأقول نحن في حاجة أن نقرأ كتابات غير المسلمين، نحن في حاجة أن نعرف كيف يفكر اليهود، وكيف يفكر النصارى، وكيف يفكر حكام وعلماء وأدباء الغرب والشرق، نحن في حاجة أن نقرأ مذكرات نيكسون وريجان وبوش وكلينتون وكيسنجر وديفيد كوك وغيرهم... ما هي نظرتهم لنا؟ وكيف يقودون بلادهم؟ وكيف يحاربوننا أو يسالموننا؟؟.. هذا جانب في غاية الأهمية، ونحن في حاجة أن نفرغ له الأوقات والجهود، ولا شك أن مداركنا ستتسع كثيرًا عندما نقرأ ونسمع لغيرنا، وليكن في ذهنك دائمًا: "بدايةُ أن يسمع لك غيرُك.. أن تسمع أنت له"...
المجال الثامن للقراءة هو: القراءة في الشبهات التي أثيرت حول الإسلام وطرق الرد عليها...
ما أكثر الشبهات التي أثيرت حول الإسلام منذ نزول الرسالة وإلى الآن...
ما نعلمه ونوقن به أن الإسلام دين كامل بلا عيوب أو أخطاء؛ لأنه من عند رب العالمين.. ولكننا كثيراً ما نفتقد الحجة المقنعة لرد الشبهة.. وكثيراً ما نجهل الحق الذي معنا والذي نحن عليه..
وفى زماننا هذا كثرت الشبهات حول ديننا العظيم.. انعقدت لذلك مؤتمرات وأنفقت أموال وجُندت طاقات ضخمة وكثيرة.. ومن واجبنا أن نرد على كل هذه الشبهات ونقارع الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان...
ما هو وضع المرأة في الإسلام؟
كيف نرد على من يقول إن الإسلام انتشر بحد السيف؟
ما الرد على من يقول بأن الحدود ستخرج لنا شعبًا معوّقا مقطوع الأيدي؟
ما هو الرد على من يتهم الإسلام بأنه دين الإرهاب والقسوة والجمود والتخلف؟
وهذا الكلام مردود عليه بردود عقلية منطقية قوية ومقنعة، وما يجب علينا هو أن نقرأ، ويمكن أن نستعين في هذا المجال بكتاب "شبهات حول الإسلام" للأستاذ محمد قطب، وكتاب"حقائق الإسلام وأباطيل خصومه" للعقاد وكتاب "الإسلام في قفص الاتهام" للدكتور شوقي أبو خليل... وغير هذا كثير.
المجال التاسع الذي نحتاج أن نقرأ فيه وربما يثير شيئًا من الغرابة: هو مجال الأطفال!!
كثيرًا ما يسقط من حساباتنا أن تربية الأطفال علم له أصوله وفنونه، ويوجد من الكتب الكثير الذي كُتب في هذا المجال، ومن هذه الكتب، كتاب"تربية الأولاد في الإسلام" لعبد الله ناصح علوان، ويوجد أيضًا ما كتبه علماء التربية عن نفسيات الأطفال واحتياجاتهم...
نحن في حاجة أيضًا أن نقرأ في مجال "قصص الأطفال" حتى نستطيع أن نستخدم الأسلوب المناسب في عرض قصة هادفة على الأطفال في النادي أو المسجد أو المنزل...
وعقول الأطفال أكبر مما نتخيل، وطاقة الاستيعاب عندهم أضعاف ما نعطي لهم، وليس من المناسب أن يكون ما في عقول أطفال المسلمين لا يتعدى بعض أفلام الكرتون التي تتناول العنف والإثارة... يوجد علوم ضخمة يمكن أن يستوعبها الأطفال شرط أن تُعْطَى لهم بالأسلوب المناسب...
ومهارة تعليم الأطفال هذه تُكتسب من قراءة كتب التربية، وقصص الأطفال، ولا شك أننا إذا نجحنا في إيجاد جيلٍ يحب القراءة ويحب العلم فإن حال الأمة سيتغير إلى الأحسن إن شاء الله...
المجال العاشر والأخير من مجالات القراءة - وإن كنت على يقين أن هناك مجالات أخرى مهمة لم أتطرق إليها مع حاجتنا إلى القراءة فيها - هو القراءة الترويحية!
النفس البشرية تملّ، وتحتاج إلى الترويح والتسلية، ولا مانع أن يقضي المسلم بعض وقته في القراءة الترويحية والترفيهية، لا مانع من قراءة الشعر الجميل، لا مانع من قراءة بعض الأخبار الرياضية، أو الكاريكاتير أو بعض الطُرف الجميلة، لكن لا بد أن نلتزم في هذا الجانب بشيئين مهمين:
الأول: ألا يوجد في هذا المجال خروج عن المنهج الإسلامي، أي لا نقرأ - مثلا - قصصًا غير أخلاقية؛ تشجع على الرذيلة، وتدفع البنت لتقابل حبيبها دون علم الأهل بذلك، مع تسمية هذا بالحب الشريف، ولا يكون ما نقرؤه من شعر إباحيًا نأثم بسببه...
الثاني: ألا يكون الوقت الذي ننفقه في الترفيه كبيرًا، لأننا أمة جادة، ترفّه عن نفسها أحيانًا، ولسنا أمة هزلية تعيش بعض لحظات الجد...
فهذه مجالات عشرة، يمكن أن نبدأ بها طريقنا للقراءة، وهو طريق طويل، لكنّ نهايته جميلة، جميلة جدًّا...
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه مسلم: ".. وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ"...
نسأل الله عز وجل أن يسهل لنا طرقَ العلم وأن يسهل لنا طرقَ الجنة.. وأن يفقهنا في ديننا وأن يعلمَنا ما ينفعنا، وأن ينفعَنا بما علمنا.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.