ماذا تعرف عن الكتاب ؟ أقوال بعض العلماء فيه - ماهيته أو تعريفه :
ماذا تعرف عن الكتاب ؟ أقوال بعض العلماء فيه - ماهيته أو تعريفه :
قيل للإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله: إنك تُكثر الجلوس وحدك! فغضب وقال: أنا وحدي؟!.. أنا مع الأنبياء والأولياء والحكماء والنبيِّ صلى الله عليه و سلم وأصحابه، ثم أنشد لمحمد بن زياد الأعرابي:
وَلِي جُلَسَاءُ مَا أَمِلُّ حَدِيثَهُم
أُلَبَا مَأمُونُونَ غِيْبًا وَمَشْهَدَا
إذَا مَا اجْتَمَعْنَا كَانَ حُسْنُ حَدِيثِهِم
مُعِينًا عَلَى دَفْعِ الهُمُومِ مُؤَيِّدَا
يُفِيدُونَنِي مِنْ عِلْمِهِم عِلْمَ مَا مَضَى
وَعَقْلاً وَتَأْدِيبًا وَرَأيًا مُسَدَّدَا
بِلاَ رِقْبَةٍ أَخْشَى وَلاَ سُوءِ عِشْرةٍ
وَلاَ أَتَّقِي مِنهُمْ لِسَانًا وَلاَ يَدَا
مدح الكتاب:
يقول أبو الطيب المتنبي:
أَعَزُّ مَكَانٍ فِي الدُّنَا سَرْجٌ سَابِحٌٍ
وَخَيرُ جَلِيسٍٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ
ويقول الجاحظ:
لكتاب نعم الذخر والعقدة، ونعم الجليس والعدَّة، ونعم المشتغل والحرفة، ونعم الإنس لساعة الوحدة، ونعم المعرفة ببلاد الغربة.
والكتاب وعاءٌ مليءٌ علمًا، وظرف حُشِي ظرَفًا، إن شئت كان أبين من سحبان وائل، وإن شئت كان أعيى من باقل، ولئن شئت ضحكت من نوادره وعجبت من غرائب فوائده، ومن لك بمؤنس لا ينام إلا بما تهوي؟!
ويقول عبد الله بن المعتز:
الكتاب والجٌ للأبواب، جريءٌ على الحُجَّاب، مُفهِّم لا يفهم، وناطقٌ لا يتكلَّم.
ويقول المأمون:
لا شيء آثر للنفس ولا أشرح للصدر ولا أوفى للعرض ولا أذكى للقلب ولا أبسط للسان ولا أشدّ للجنان ولا أكثر وفاقًا ولا أقلّ خلافًا ولا أكثر عبارة من كتابٍ تكثر فائدته وتقل مؤنته، مُحدِّثٌ لا يملّ وجليسٌ لا يتحفَّظ، ومترجم عن العقول الماضية والحكم الخالية والأمم السالفة، يُحيي ما أماته الحفظ، ويُجدِّد ما أخلفه الدهر، ويُبرز ما حجبته الغبارة، ويدوم إذا خان الملوك والأصحاب.
من كتاب : كيف تقرأ كتابا : قواعد و أساليب