| موضوع: تحليل قصيدة مالك بن الريب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة - أولى باك آداب الأحد 25 أكتوبر - 20:19 | |
| تحليل قصيدة مالك بن الريب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة - أولى باك آداب تحليل قصيدة مالك بن الريب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة - أولى باك آداب عندما نقف أمام بكائية مالك بن الريب التميمينجد أنفسنا أمام سيل من الحزن اللامتناهي.. نستشف عاطفة شاعر متشبث بالحياة حتى آخر رمق ..تتلوناللحظات الاخيرة في عين مالك بن الريب يصورها شعرا خلجات نفس تودع الدنيا بنزيف الشعر.. مالك بن الريب روي أنه كان صعلوكا قاطع طريق فمر عليه سعيد بن عثمان بن عفان في جيش لفتح مرو اقليم من أقاليم خراسان.اقتنع مالك بانضمامه إلىالجيش وترك الصعلكة وقطع الطريق وأصبح غازيا في سبيل اللهواختلفت الروايات في موته فبعض الروايات تشير إلى أنه مات مسموما لدغته أفعى كانت في رحله. والبعض يقول أنه أصيب بسهم فجرحه واندمل الجرح على غل وانفجر عند عودته وو للوقوف أمام هذه البكائية الحزينة التي تعتبر من أجمل المراثي في الأدب العربيلأن الشاعر يرثي نفسه وليس إنساناآخر ورثاء النفس دونه كل رثاء وشاعرنا رحمه الله يبدأ بناء قصيدتهعلى نداء التمنى وأكثر من هذا النداء في أبيات متفرقة من القصيدة لعله يجد من يجيب التساؤلات لتعزيةنفسه المودعة يتشبث بكل شيء حوله يتساءل فيجيب أحيانا وأحيانا وأحيانا يترك القاريء يجد اْجابة.. هوالموت يجب الروح فلايجد مالك معزيا إلامالك.. مالك يسأل مالك في قفر من الأرض وبيداء من الحزن تسيطر عليه لحظات اليأس فيفر إلى الشعر يستجدي به الحياة ليضخ فيه أمل الشعر فيجد مخرجا من ضنكاللحظة ..بالرغم من أنه صعلوك وحياة الصعاليك تحفها المخاطر لسطوتهم وغاراتهم إلا أحب الحياة فالبيت الأول والثاني كما ذكرت يبدأه بنداء التمني ولكن هل ينفع التمني أو يقي من سطوة الموتألا ليت شعري هل أبيتن ليلةبجنب الغضا أزجي القلاص النواجيافليت الغضا لم يقطع الركب عرضهوليت الغضا ماشى الركاب ليالياوفي البيت السادس والثلاثين أيضا نداء تمني واختلفت الروايات في هذا البيت فالبعض يقول رحى الحربوالبعض يقول رحى الثفل هنا وهناك فالثفل ماتخلفه الرحى بعد طحن الحب وقد يكون تشبيها من الشاعرلما خلفته الحرب من القتلى.ثم نجده في البيت الواحد والأربعين أيضا يتمنى لمعرفة ماإذا كانت أم مالك ستبكيه بعد موته كما لوكانت هيماتت فانه سيبكيها وهنا رقة الشاعر تتضح ومكانة الأنثى في نفسه وكفى به أن يذكرها لحظة الموت والنداءات المتكررة تحمل بعدا انسانيا وبنائية فنية جميلة للقصيدة نداء يتبعه تمني وكل ذلك استشفاف هل سيحس من ذكرهم في قصيدته بفقده كما يحس هو بفقدهم وهو على أعتاب الفراق .أعتمد شاعرنا على المساءلة في اسلوب فني جميل بارع في مساءلتههل أبيتن ليلة بوادي الغضاوالجواب هنا مرتبط بحالة الشاعر النفسية فلطالما أنه متشبث بالحياةسيجد لنفسه جميلا يعزيه مما هو فيه من كرب. نعم ستبيت يامالك وستزجي القلاص والقلاص هي الأبلألم ترني بعت الضلالة بالهدى والجواب أيضا بنعم بعت الضلالة بالهدى فكنت قاطع طريق وأصبحت غازيا في سبيل اللههنا حالة نفسية تسيطر على الشاعر يخرج منها بالأسئلة لتعزيه الغجابة عما هو فيه هل تغيرت الرحى والجواب نعم تغيرت الرحى وانتصر المسلمونهل بكت أم مالك نعم بكت يامالك بعد موتك لانها كانت تحبك فانت من شغف فؤادها كما شغف المهنوءة الرجل الطالي حسبما ذكر الملك الظليل أيقتلني إني شغفت فؤادهاكما شغف المهنوءة الرجل الطالي 1لكن في البيت الحادي عشر وجدت بيت شاذا وهوفلله دري يوم أترك طائعابني بأعلى الرقمتين وماليامالك هنا يتحسر؟ وتلك فرية على الشاعر مالك صعلوك والصعاليكعادة من أشجع الفرسان أفيتحسر على الموت ويندم؟ لا أظن. البعض يذكر قول الشنفرى عندما قتل في وادي بيدة قال قاتله ءأطرفك فرماه بسهم في عينه فكان رد الشنفرى كاك كنا نفعل أي(هكذا كنا نفعل) وهنا فن ممارسة الموت وفن تلقيه أيضا. لله دري هنا كلمة استحسان تفيد التحسر ولو وازنا بين هذا البيت والبيت الرابع والعشرين والسادس والعشرين لوجدنا هناك تناقضا واضحا وبونا شاسعا فمالك يقول:وقد كنت عطافا اذا الخيل ادبرتسريع لدى الهيجا الى من دعانياوقد كنت صبارا على القرن في الوغىثقيلا على الأعداء عضب لسانيادققوا معي عطاف وقت الادبار أي شجاع عند ادبار الفرسان الاخرينوصبار على مجالدة الاقران في الوغى أفيعقل أن يتحسر على الموت خاصة وأن موته كان مشرفا مات غازياهنا احتمال أن يكون البيت الذي يتحسر فيه مالك مولد من حماد الراويةيقول طه حسين :.اعتمد شاعرنا على الحوار في قصيدته استشعارا منه الى من يشاركه همه الذي هو فيه لانه حزين بمفرده وحيدا والحوار هنا قولي أقول لأصحابيأقول وقد حالتيقولون لاتبعد وهم يدفنوننيوأين مكان البعد إلامكانياإنه يبحث عمن يشاركه النجوى وبداخله رغبة جامحة للخروج من وحدته وعزلته التي هوفيها وهويستخدمذاكرته ويفجرها عاطفة شعرية ليشكل لنا نموذجا استرجاعيا لما مضى هذا النموذج يتكتل ويفرغه كشحنات نفسية من خلال التمني يستطرد في التذكر يحاور ويستطرد ويحاورإلى أن يصل للبيت الخامس والاربعين فنجده يوقن بانه هالك لامحالة فيعطي وصيته في الابيات التي تلي ذلك القصيدة :ألا ليتَ شِـعري هل أبيـتنَّ لـيـلـةً .... بجنب الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَـه .... وليت الغضى ماشى الرِّكاب ليالـيـالقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى ... مزارٌ ولكـنَّ الغضى ليـس دانـيـا ألم ترَني بِـعتُ الضـلالةَ بالـهـدى .... وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيـاوأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بـعـد ما.... أرانيَ عن أرض الآعـاديّ قاصـِيا دعاني الهـوى من أهل أُودَ وصُحبـتي ..... بـذي ( الطِّبَّسَيْنِ ) فالتـفـتُّ ورائياأجبـتُ الهـوى لمّا دعـاني بـزفـرةٍ .... تـقـنَّـعـتُ منـها أن أُلامَ ردائـيا أقول وقد حالتْ قُـرى الكُـردِ بيـنـنا ... جـزى اللهُ عمراً خيرَ ما كان جازياإنِ اللهُ يُرجـعـني من الغـزو لا أُرى ... وإن قـلَّ مالي طـالِبـاً ما ورائـيا تقول ابنتيْ لمّا رأت طـولَ رحـلـتي .... سِـفـارُكَ هـذا تـاركي لا أبـا لـيالعمريْ لئن غالتْ خـراسـانُ هامـتي ... لقد كـنتُ عن بـابَي خراسـان نائـيا فإن أنجُ من بـابَي خراسـان لا أعـدْ ... إلـيـهـا وإن منَّيتُـموني الأمـانـيافللهِ دّرِّي يـوم أتـركُ طـائـعــاً .... بـَـنيّ بأعـلى الرَّقمـتَـينِ ومالـيا ودرُّ الظـبَّاء السـانحـات عـشـيـةً ... يُخَبـّرنَ أنّي هـالـك مَـنْ ورائـياودرُّ كـبـيـريَّ اللـذين كـلاهـمـا ... عَلـيَّ شفـيـقٌ ناصـح لو نَـهانـيا ودرّ الرجـال الشــاهـدين تَفـتُّـُكي ...بأمـريَ ألاّ يَقْصُـروا من وَثـاقِـياودرّ الهوى من حيـث يدعو صحابـتي ...ودّرُّ لجـاجـاتـي ودرّ انتِـهـائـيا تذكّرتُ مَنْ يـبـكي عـليَّ فـلم أجـدْ ... سوى السيفِ والرمـح الرُّدينيِّ باكـياوأشقرَ محبـوكـاً يـجـرُّ عِـنـانـه ... إلى الماء لم يترك له الـموتُ ساقـيا ولكـنْ بأطـرف ( السُّمَيْنَةِ ) نـسـوةٌ ...عزيـزٌ علـيهـنَّ العشـيـةَ ما بـياصريعٌ على أيـدي الرجـال بقـفـزة ... يُسـّوُّون لحدي حيث حُـمَّ قضائـيـا ولمّا تـراءتْ عـند مَـروٍ مـنـيـتي ... وخلَّ بها جسمـي، وحانـتْ وفاتـيـاأقول لأصـحـابي ارفـعـوني فإنّـه .. يَقَرُّ بعـيـنيْ أنْ (سُهَيْلٌ) بَـدا لِـيـا فيا صاحبَـيْ رحلي دنا الموتُ فانـزِلا... برابـيـةٍ إنّي مـقـيـمٌ لـيـالـيـاأقيما عليَّ اليـوم أو بـعضَ لـيـلـةٍ ...ولا تُعـجـلاني قد تَـبيَّـن شـانِيـا وقوما إذا ما اسـتـلَّ روحـي فهـيِّئا ... لِيَ السِّـدْرَ والأكـفانَ عنـد فَنـائـياوخُطَّا بأطـراف الأسـنّة مضجَعـي ... ورُدّا عـلى عـينيَّ فَـضـْلَ رِدائـيا ولا تحـسـداني بـاركَ اللهُ فيـكـما... من الأرض ذات العرض أن تُوسِعا لياخذانـي فجـرّاني بثـوبي إليـكـما... فقـد كنتُ قبل اليوم صَعْـباً قِـياديـا وقد كنتُ عطَّافاً إذا الخـيل أدبَـرتْ ... سريعاً لدى الهيجـا إلى مَنْ دعانـيـاوقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى ...وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجـارِ وانـيـا فَطَوْراً تَراني في ظِـلالٍ ونَعْـمـَةٍ ... وطـوْراً تراني والعِـتاقُ رِكابـيـاويوما تراني فـي رحاً مُستـديـرةٍ ..تُـخـرِّقُ أطرافُ الـرِّماح ثيابـيـا وقوماً على بئـر السُّمَينة أسـمِـعا .. بها الغُرَّ والبيـضَ الحِسان الرَّوانـيابـأنّكما خـلفـتُـماني بـقـَفْـرةٍ ... تَهِيـلُ عليّ الريـحُ فيها السّـوافـيا ولا تَنْسَيا عـهدي خليـليَّ بـعد ما... تَقَطَّعُ أوصـالي وتَبـلى عِظامـيـاولن يَـعدَمَ الوالُونَ بَثّـَا يُصيبـهم ... ولن يَعـدم الميراثُ مِنـّي الموالـيـا يقـولون: لا تَبْعَدْ وهـم يَدْفِنونـني... وأينَ مكانُ البُـعـدِ إلا مَـكـانـيـاغـداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسي على غـدٍ ...إذا أدْلجُوا عنّي وأصـبحـتُ ثاويـا وأصـبح مالي من طَـريفٍ وتالـدٍ .. لغيري، وكان المالُ بالأمس مالـيـافيا ليتَ شِعري هل تغيَّرتِ الـرَّحا ...رحا المِثْلِ أو أمستْ بَفَـلْوجٍ كما هيـا إذا الحيُّ حَلوها جميعاً وأنـزلـوا.. بها بَقراً حُـمّ العيـون سـواجـيـارَعَينَ وقد كادَ الظلام يُـجـِنُّهـا ... يَسـُفْنَ الخُزامى مَـرةً والأقـاحيـا وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحى ... بِـرُكبانِـها تعلو المِـتان الفيافـيـاإذا عُصَبُ الرُكبانِ بيـنَ ( عُنَيْزَةٍ )... و(بَوَلانَ) عـاجوا المُبقياتِ النَّواجِـيا فيا ليتَ شعري هل بكتْ أمُّ مالـكٍ ... كـما كنتُ لـو عالَوا نَعـِيَّكِ باكـِيـاإذا مُتُّ فاعتادي القبورَ وسـلِّمـي ...عـلى الـرمسِ أُسقيتِ السحابَ الغَواديا على جَدَثٍ قد جرّتِ الريحُ فوقـه... تُــراباً كسَحْـق المَرْنَبانيَّ هابـيـارَهينة أحجارٍ وتُرْبٍ تَضَمَّـنـتْ ... قـرارتُها مـنّي العِظـامَ البَوالـيـا فيا صاحبا إما عـرضتَ فبلِـغـاً ... بنـي مـازن والرَّيب أن لا تلاقـيـاوعـرِّ قَلوصي في الرِّكاب فإنـها... سَـتَفـلِقُ أكبـاداً وتُبـكي بواكـيـا وأبصرتُ نارَ (المازنياتِ) مَوْهِناً ...بـعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّـرف رانـيابِعودٍ أَلنْجـوجٍ أضـاءَ وَقُودُهـا ... مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُـوراً جَـوازيا غريبٌ بعيدُ الـدار ثاوٍ بقـفـزةٍ ...... يَـدَ الـدهـر معروفاً بأنْ لا تـدانـيااقلبُ طرفي حول رحلي فلا أرى ...بـه مـن عيون المُؤنساتِ مُراعـيـا وبالرمل منّا نسوة لو شَـهِدْنَنـي .... بَكينَ وفَـدَّين الطـبـيبَ المُـداويـاوما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ .. ذمـيماً ولا ودّعـتُ بالـرمل قالِـيا فمنهـنّ أمي وابنـتايَ وخالـتي ..... وبـاكيةٌ أخـرى تَهيجُ البـواكـيـاوما كان عهد الرمل مني واهله .... ذميما ولا بالرمل ودعت قاليا منقول |
|
| موضوع: رد: تحليل قصيدة مالك بن الريب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة - أولى باك آداب الثلاثاء 27 أكتوبر - 12:33 | |
| شكرا جزيلا على الطرح الرائع للموضوع المميز واصل ضيائك المتألق فى المنتدى ننتظر منك دائماالكثير عبر كلماتك المبدعة والمميزة لك منـــ ارق تحية ــــى |
|