منتدى شعاع الإيمان

إذا أردت النجاح في حياتك الدينية و الدنيوية .. فأنت في المكان الصحيح
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  القرآن الكريم  الفوتوشوب  اتصل بنا  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
احصائيات سريعة
هذا المنتدى يتوفر على 583 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو محمود لاشين فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 7758 مساهمة في هذا المنتدى , في 2969 موضوع

اهلا بك زائرنا الكريم تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب R310

لأننا نعتز بك .. ولأننا نفخر بوجودك معنا.. نحن ندعوك للتسجيل معنا في منتدانا ولتكون أحد أفراد عائلتنا الودودة فهل ستقبل دعوتنا ؟ عملية التسجيل سهلة جدا ، تستغرق أقل من دقيقة

تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب

حفظ البيانات
الرئيسيةالإنضمامنسيت كلمة المروربحثطلبات التصميم اتصل بنا

شاطر
 

 تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعالموضوع
الطريق نحو القمة
الطريق نحو القمة


عضو vip

عضو vip
معلومات إضافية
 احترامه لقوانين المنتدى احترامه لقوانين المنتدى : تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب 34phz0l
الدولة الدولة : المغرب
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1577
نقاط العضو نقاط العضو : 11
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/09/2015
العمر العمر : 25

تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب Empty
مُساهمةموضوع: تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب   تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب Clock11الأحد 25 أكتوبر - 20:25

تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب
تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب

100 100 100 100 100 100

سيفيدك أيضا هذا الموضوع :


تحليل قصيدة مالك بن الريب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة - أولى باك آداب


الطريق نحو القمة كتب:
عندما نقف أمام بكائية مالك بن الريب التميمي
نجد أنفسنا أمام سيل من الحزن اللامتناهي..
 نستشف عاطفة شاعر متشبث بالحياة حتى آخر رمق ..تتلون




اللحظات الاخيرة في عين مالك بن الريب يصورها شعرا 
خلجات نفس تودع الدنيا بنزيف الشعر.. مالك بن الريب
 روي أنه كان صعلوكا قاطع طريق فمر عليه سعيد بن عثمان بن عفان
 في جيش لفتح مرو اقليم من أقاليم خراسان.
اقتنع مالك بانضمامه إلىالجيش وترك الصعلكة وقطع الطريق وأصبح غازيا 
في سبيل الله
واختلفت الروايات في موته فبعض الروايات تشير إلى أنه مات مسموما 
لدغته أفعى كانت في رحله. 
والبعض يقول أنه أصيب بسهم فجرحه واندمل الجرح على غل 
وانفجر عند عودته و
و للوقوف أمام هذه البكائية الحزينة التي تعتبر من أجمل المراثي في الأدب العربي
لأن الشاعر يرثي نفسه وليس إنساناآخر ورثاء النفس دونه 
كل رثاء وشاعرنا رحمه الله يبدأ بناء قصيدته
على نداء التمنى وأكثر من هذا النداء في أبيات متفرقة 
من القصيدة لعله يجد من يجيب التساؤلات لتعزية
نفسه المودعة يتشبث بكل شيء حوله يتساءل فيجيب أحيانا 
وأحيانا وأحيانا يترك القاريء يجد اْجابة.. هو
الموت يجب الروح فلايجد مالك معزيا إلامالك.. 
مالك يسأل مالك في قفر من الأرض وبيداء من الحزن 
تسيطر عليه لحظات اليأس فيفر إلى الشعر يستجدي به الحياة 
ليضخ فيه أمل الشعر فيجد مخرجا من ضنك
اللحظة ..بالرغم من أنه صعلوك وحياة الصعاليك تحفها المخاطر
 لسطوتهم وغاراتهم إلا أحب الحياة فالبيت الأول والثاني 
كما ذكرت يبدأه بنداء التمني ولكن هل ينفع التمني 
أو يقي من سطوة الموت




ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه
وليت الغضا ماشى الركاب لياليا




وفي البيت السادس والثلاثين أيضا نداء تمني واختلفت الروايات
 في هذا البيت فالبعض يقول رحى الحرب
والبعض يقول رحى الثفل هنا وهناك فالثفل ماتخلفه الرحى
 بعد طحن الحب وقد يكون تشبيها من الشاعر
لما خلفته الحرب من القتلى.
ثم نجده في البيت الواحد والأربعين أيضا يتمنى لمعرفة 
ماإذا كانت أم مالك ستبكيه بعد موته كما لوكانت هي
ماتت فانه سيبكيها وهنا رقة الشاعر تتضح ومكانة الأنثى 
في نفسه وكفى به أن يذكرها لحظة الموت 
والنداءات المتكررة تحمل بعدا انسانيا وبنائية فنية جميلة للقصيدة
 نداء يتبعه تمني وكل ذلك استشفاف هل سيحس من ذكرهم في قصيدته 
بفقده كما يحس هو بفقدهم وهو على أعتاب الفراق .
أعتمد شاعرنا على المساءلة في اسلوب فني جميل بارع في مساءلته




هل أبيتن ليلة بوادي الغضا




والجواب هنا مرتبط بحالة الشاعر النفسية فلطالما أنه متشبث بالحياة
سيجد لنفسه جميلا يعزيه مما هو فيه من كرب. 
نعم ستبيت يامالك وستزجي القلاص والقلاص هي الأبل
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى والجواب أيضا بنعم بعت الضلالة 
بالهدى فكنت قاطع طريق وأصبحت غازيا في سبيل الله
هنا حالة نفسية تسيطر على الشاعر يخرج منها بالأسئلة لتعزيه الغجابة
 عما هو فيه 
هل تغيرت الرحى والجواب نعم تغيرت الرحى وانتصر المسلمون
هل بكت أم مالك نعم بكت يامالك بعد موتك لانها كانت تحبك فانت 
من شغف فؤادها كما شغف المهنوءة الرجل الطالي حسبما 
ذكر الملك الظليل 
أيقتلني إني شغفت فؤادها
كما شغف المهنوءة الرجل الطالي 1




لكن في البيت الحادي عشر وجدت بيت شاذا وهو




فلله دري يوم أترك طائعا
بني بأعلى الرقمتين وماليا




مالك هنا يتحسر؟ وتلك فرية على الشاعر مالك صعلوك والصعاليك
عادة من أشجع الفرسان أفيتحسر على الموت ويندم؟ 
لا أظن. البعض يذكر قول الشنفرى عندما قتل في وادي بيدة 
قال قاتله ءأطرفك فرماه بسهم في عينه فكان رد الشنفرى 
كاك كنا نفعل أي(هكذا كنا نفعل) وهنا فن ممارسة الموت وفن تلقيه أيضا.
 لله دري هنا كلمة استحسان تفيد التحسر ولو وازنا بين هذا البيت والبيت الرابع والعشرين والسادس والعشرين
 لوجدنا هناك تناقضا واضحا وبونا شاسعا فمالك يقول:وقد كنت عطافا اذا الخيل ادبرت




سريع لدى الهيجا الى من دعانيا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى
ثقيلا على الأعداء عضب لسانيا




دققوا معي عطاف وقت الادبار أي شجاع عند ادبار الفرسان الاخرين
وصبار على مجالدة الاقران في الوغى أفيعقل أن يتحسر على الموت
 خاصة وأن موته كان مشرفا مات غازيا
هنا احتمال أن يكون البيت الذي يتحسر فيه مالك مولد من حماد الراوية




يقول طه حسين :.
اعتمد شاعرنا على الحوار في قصيدته استشعارا منه الى من يشاركه همه 
الذي هو فيه لانه حزين بمفرده وحيدا والحوار هنا قولي 
أقول لأصحابي
أقول وقد حالت




يقولون لاتبعد وهم يدفنونني
وأين مكان البعد إلامكانيا




إنه يبحث عمن يشاركه النجوى وبداخله رغبة جامحة للخروج من
 وحدته وعزلته التي هوفيها وهويستخدم
ذاكرته ويفجرها عاطفة شعرية ليشكل لنا نموذجا استرجاعيا لما مضى
 هذا النموذج يتكتل ويفرغه 
كشحنات نفسية من خلال التمني يستطرد في التذكر يحاور 
ويستطرد ويحاورإلى أن يصل للبيت الخامس والاربعين فنجده 
يوقن بانه هالك لامحالة فيعطي وصيته في الابيات التي تلي ذلك
 




القصيدة :




ألا ليتَ شِـعري هل أبيـتنَّ لـيـلـةً .... بجنب الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا 
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَـه .... وليت الغضى ماشى الرِّكاب ليالـيـا




لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى ... مزارٌ ولكـنَّ الغضى ليـس دانـيـا 
ألم ترَني بِـعتُ الضـلالةَ بالـهـدى .... وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيـا




وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بـعـد ما.... أرانيَ عن أرض الآعـاديّ قاصـِيا 
دعاني الهـوى من أهل أُودَ وصُحبـتي ..... بـذي ( الطِّبَّسَيْنِ ) فالتـفـتُّ ورائيا




أجبـتُ الهـوى لمّا دعـاني بـزفـرةٍ .... تـقـنَّـعـتُ منـها أن أُلامَ ردائـيا 
أقول وقد حالتْ قُـرى الكُـردِ بيـنـنا ... جـزى اللهُ عمراً خيرَ ما كان جازيا




إنِ اللهُ يُرجـعـني من الغـزو لا أُرى ... وإن قـلَّ مالي طـالِبـاً ما ورائـيا 
تقول ابنتيْ لمّا رأت طـولَ رحـلـتي .... سِـفـارُكَ هـذا تـاركي لا أبـا لـيا




لعمريْ لئن غالتْ خـراسـانُ هامـتي ... لقد كـنتُ عن بـابَي خراسـان نائـيا 
فإن أنجُ من بـابَي خراسـان لا أعـدْ ... إلـيـهـا وإن منَّيتُـموني الأمـانـيا




فللهِ دّرِّي يـوم أتـركُ طـائـعــاً .... بـَـنيّ بأعـلى الرَّقمـتَـينِ ومالـيا 
ودرُّ الظـبَّاء السـانحـات عـشـيـةً ... يُخَبـّرنَ أنّي هـالـك مَـنْ ورائـيا




ودرُّ كـبـيـريَّ اللـذين كـلاهـمـا ... عَلـيَّ شفـيـقٌ ناصـح لو نَـهانـيا 
ودرّ الرجـال الشــاهـدين تَفـتُّـُكي ...بأمـريَ ألاّ يَقْصُـروا من وَثـاقِـيا




ودرّ الهوى من حيـث يدعو صحابـتي ...ودّرُّ لجـاجـاتـي ودرّ انتِـهـائـيا 
تذكّرتُ مَنْ يـبـكي عـليَّ فـلم أجـدْ ... سوى السيفِ والرمـح الرُّدينيِّ باكـيا




وأشقرَ محبـوكـاً يـجـرُّ عِـنـانـه ... إلى الماء لم يترك له الـموتُ ساقـيا 
ولكـنْ بأطـرف ( السُّمَيْنَةِ ) نـسـوةٌ ...عزيـزٌ علـيهـنَّ العشـيـةَ ما بـيا




صريعٌ على أيـدي الرجـال بقـفـزة ... يُسـّوُّون لحدي حيث حُـمَّ قضائـيـا 
ولمّا تـراءتْ عـند مَـروٍ مـنـيـتي ... وخلَّ بها جسمـي، وحانـتْ وفاتـيـا




أقول لأصـحـابي ارفـعـوني فإنّـه .. يَقَرُّ بعـيـنيْ أنْ (سُهَيْلٌ) بَـدا لِـيـا 
فيا صاحبَـيْ رحلي دنا الموتُ فانـزِلا... برابـيـةٍ إنّي مـقـيـمٌ لـيـالـيـا




أقيما عليَّ اليـوم أو بـعضَ لـيـلـةٍ ...ولا تُعـجـلاني قد تَـبيَّـن شـانِيـا 
وقوما إذا ما اسـتـلَّ روحـي فهـيِّئا ... لِيَ السِّـدْرَ والأكـفانَ عنـد فَنـائـيا




وخُطَّا بأطـراف الأسـنّة مضجَعـي ... ورُدّا عـلى عـينيَّ فَـضـْلَ رِدائـيا 
ولا تحـسـداني بـاركَ اللهُ فيـكـما... من الأرض ذات العرض أن تُوسِعا ليا




خذانـي فجـرّاني بثـوبي إليـكـما... فقـد كنتُ قبل اليوم صَعْـباً قِـياديـا 
وقد كنتُ عطَّافاً إذا الخـيل أدبَـرتْ ... سريعاً لدى الهيجـا إلى مَنْ دعانـيـا




وقد كنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى ...وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجـارِ وانـيـا 
فَطَوْراً تَراني في ظِـلالٍ ونَعْـمـَةٍ ... وطـوْراً تراني والعِـتاقُ رِكابـيـا




ويوما تراني فـي رحاً مُستـديـرةٍ ..تُـخـرِّقُ أطرافُ الـرِّماح ثيابـيـا 
وقوماً على بئـر السُّمَينة أسـمِـعا .. بها الغُرَّ والبيـضَ الحِسان الرَّوانـيا




بـأنّكما خـلفـتُـماني بـقـَفْـرةٍ ... تَهِيـلُ عليّ الريـحُ فيها السّـوافـيا 
ولا تَنْسَيا عـهدي خليـليَّ بـعد ما... تَقَطَّعُ أوصـالي وتَبـلى عِظامـيـا




ولن يَـعدَمَ الوالُونَ بَثّـَا يُصيبـهم ... ولن يَعـدم الميراثُ مِنـّي الموالـيـا 
يقـولون: لا تَبْعَدْ وهـم يَدْفِنونـني... وأينَ مكانُ البُـعـدِ إلا مَـكـانـيـا




غـداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسي على غـدٍ ...إذا أدْلجُوا عنّي وأصـبحـتُ ثاويـا 
وأصـبح مالي من طَـريفٍ وتالـدٍ .. لغيري، وكان المالُ بالأمس مالـيـا




فيا ليتَ شِعري هل تغيَّرتِ الـرَّحا ...رحا المِثْلِ أو أمستْ بَفَـلْوجٍ كما هيـا 
إذا الحيُّ حَلوها جميعاً وأنـزلـوا.. بها بَقراً حُـمّ العيـون سـواجـيـا




رَعَينَ وقد كادَ الظلام يُـجـِنُّهـا ... يَسـُفْنَ الخُزامى مَـرةً والأقـاحيـا 
وهل أترُكُ العِيسَ العَواليَ بالضُّحى ... بِـرُكبانِـها تعلو المِـتان الفيافـيـا




إذا عُصَبُ الرُكبانِ بيـنَ ( عُنَيْزَةٍ )... و(بَوَلانَ) عـاجوا المُبقياتِ النَّواجِـيا 
فيا ليتَ شعري هل بكتْ أمُّ مالـكٍ ... كـما كنتُ لـو عالَوا نَعـِيَّكِ باكـِيـا




إذا مُتُّ فاعتادي القبورَ وسـلِّمـي ...عـلى الـرمسِ أُسقيتِ السحابَ الغَواديا 
على جَدَثٍ قد جرّتِ الريحُ فوقـه... تُــراباً كسَحْـق المَرْنَبانيَّ هابـيـا




رَهينة أحجارٍ وتُرْبٍ تَضَمَّـنـتْ ... قـرارتُها مـنّي العِظـامَ البَوالـيـا 
فيا صاحبا إما عـرضتَ فبلِـغـاً ... بنـي مـازن والرَّيب أن لا تلاقـيـا




وعـرِّ قَلوصي في الرِّكاب فإنـها... سَـتَفـلِقُ أكبـاداً وتُبـكي بواكـيـا 
وأبصرتُ نارَ (المازنياتِ) مَوْهِناً ...بـعَلياءَ يُثنى دونَها الطَّـرف رانـيا




بِعودٍ أَلنْجـوجٍ أضـاءَ وَقُودُهـا ... مَهاً في ظِلالِ السِّدر حُـوراً جَـوازيا 
غريبٌ بعيدُ الـدار ثاوٍ بقـفـزةٍ ...... يَـدَ الـدهـر معروفاً بأنْ لا تـدانـيا




اقلبُ طرفي حول رحلي فلا أرى ...بـه مـن عيون المُؤنساتِ مُراعـيـا 
وبالرمل منّا نسوة لو شَـهِدْنَنـي .... بَكينَ وفَـدَّين الطـبـيبَ المُـداويـا




وما كان عهدُ الرمل عندي وأهلِهِ .. ذمـيماً ولا ودّعـتُ بالـرمل قالِـيا 
فمنهـنّ أمي وابنـتايَ وخالـتي ..... وبـاكيةٌ أخـرى تَهيجُ البـواكـيـا




وما كان عهد الرمل مني واهله .... ذميما ولا بالرمل ودعت قاليا





لا تنسى التسجيل في المنتدى إن استفدت من الموضوع - بين قوسين 


 نــــــــــــص مـــــــــن شعـــــــــــــــــــــــره (1)
المرثيــــــــــــــــــــــــــــــــة الخـــــــــــــــــــــــــــــالدة*
مناسبة النص :
مالك ابن الريب؛ "عاش عمره كله يغني بسنانه للحرب، لا يغني بلسانه للحب، لا يعمل لوصال الأحبة، وسلب القلوب، ولكن يعمل لقطع الطرق، وسلب القوافل. كان لصاً من أشهر لصوص العصر، ثم تاب ومشى إلى الجهاد في جيش ابن عفان، حتى أدركته الوفاة وهو على أبواب خراسان، فرثى نفسه بهذه القصيدة"(2) :
1.             ألا ليتَ شِعــــــري هـل أبيتـنَّ ليـــــــلـــــــــةً  
                                         بجنـب الغضَـى أُزجـي الِقـلاصَ النواجيــــــــــا(3)
2.             فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَــــــه
                                         وليت الغضـى ماشـى الرِّكـاب لياليـــــــــــــــــــــا
3.             لقد كان في أهل الغضى لو دنـا الغضـى 
                                         مـزارٌ ولكـنَّ الغضـى ليـس دانيـــــــــــــــــــــــــــــا
4.             ألم ترَني بِعتُ الضلالـةَ بالهــــــــــــــــــــــدى
                                         وأصبحـتُ فـي جيـش ابـن عفّـانَ غازيــــــا
5.             تقـول ابنتـيْ لـمّـا رأت طــولَ رحلـتــــــي
                                        سِـفـارُكَ هــذا تـاركـي لا أبــا لـيــــــــــــــــــــــــــا
_____________________
 
(1)   ينظر: http://www.alsh3r.com/diwan.php?action=poem&poem_id=11918     
(2)   ينظر: (رجال من التاريخ)، د.علي الطنطاوي ، ط، (إلكترونية).
(3)   الغضى: شجر من الأثل خشبه من أصلب الخشب، وجمره يبقى زمنا طويلا لا ينطفئ. واحدته: غضاة. وأهل الغضى: أهل نجد لكثرته هناك.( ينظر:المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية،(غضفر)).
 
 
 
 
 
 
6.    تذكّـرتُ مَـنْ يبكـي علـيَّ فلـم أجــــــــدْ 
                                        سـوى السيـفِ والرمـح الرُّدينـيِّ باكيـــــــــــــا(4)
7.وأشقـرَ محبوك يجـرُّ عِنانــــــــــــــــــــــــــــــه
                                 إلـى الـمـاء لــم يـتـرك لــه الـموت ساقـيـــــــــــا(5)
7.             ولمّـا تـراءتْ عـنـد مَــروٍ منيـتــــــــــــــــي
                                 وخــلَّ بـهـا جسـمـي، وحـانـتْ وفاتـيـــــــــــــا(6)
8.             أقــول لأصحـابـي ارفعـونـي فـإنّـــــــــــــه
                                            يَـقَـرُّ بعيـنـيْ أنْ (سُـهَـيْـلٌ) بَـــدا لِـيـــــــــــــــــــــا
9.             وقومـا إذا مـا استـلَّ روحــي فهيِّـئـا 
                               لِــيَ الـسِّـدْرَ والأكـفـانَ ثم ابكيا ليــــــــــــــــــــــــا
10.         وخُـطَّـا بـأطـراف الأسـنّـة مضجَـعـي 
                               ورُدّا عـلـى عـيـنـيَّ فَـضْــلَ رِدائـيــــــــــــــــــــــــــــا
11.         ولا تحسدانـي بـاركَ اللهُ فيكمـا 
                              مـن الأرض ذات العـرض أن تُوسِعـا لـيــــــــــــــا
 
 
 
 
 
_____________________
 
(4)   الرمح الرديني: منسوب إلى ردينة، وهي امرأة كانت تثقف الرماح، أي تقومها.(ينظر: رجال من التاريخ، د.علي الطنطاوي).
(5)   فرس محبوك: قوي شديد.( ينظر:المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية،(حبك)).
(6)   وخل بها جسمي: أي: اختل واضطرب. (شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية).
 
 
 
 
12.         خـذانـي فجـرّانـي بثـوبـي إليكـمـا 
                             فـقـد كـنـتُ قـبـل الـيـوم صَعْـبـاً قِيـاديـــــــــــــــــــــا
13.         وبالـرمـل مـنّـا نـسـوة لــو شَهِدْنَـنـي 
                           بَكـيـنَ وفَـدَّيـن الطـبـيـبَ الـمُـداويــــــــــــــــــــــــــــــا
14.         فمـنـهـنّ أمـــي وابـنـتـايَ وخـالـتـي 
                          وبـاكـيـةٌ أخـــرى تَـهـيـجُ الـبـواكـيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
15.         ومـا كـان عهـدُ الرمـل عنـدي وأهـلِـهِ
                           ذميـمـاً ولا ودّعــتُ بالـرمـل قالِـيـــــــــــــــــــــــــــــــــا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ثالثاً: تحليـــــــــــــــــل النـــــــــــــــــــــــص.
منذ أن تنفست القصيدة الحياة؛ استنشقت نسمات الحسرة محلاة بأمنية هي غاية المنى، فبدأت باستفتاحية كلامية موسيقية تحمل طابع الألم الهامس المتأوه والمُفشى عنه بدلالة أبجديات اللغة الهامسة.(1)
ففي اللحظة التي يظلل الموت فيها الذات تبزغ أمنية كأنما قضيت دونها الأماني، أمنية هي المستحيل في أنصع صوره (هـل أبيتـنَّ ليلـةً )، ولم تكن ركيزة هذه الأمنية إلا سلطة امتدت من عتبة القصيدة حتى مداها، سلطة تمد جناحيها على القصيدة برمتها فلا يفتأ ريشها متساقطا بين ثنايا الأبيات. تلكم هي سلطة المكان الذي تغلغل في سويداء الذات. ذلك المكان الذي عبر عنه بأحب ثابت فيه إليه!وعبر بسِمتِه عنه؛ "فالغضى هو نبات صحراوي تعرف به نجد؛ ويجمع بين صلابة خشبه وطول أمد اتقاد جمره،"(2) كما يجمع مع جمال مظهره مسيس الحاجة إليه؛ فكان هذا النبات أيقونة من بلور المكان الذي يجسده في أولى مشاهده. وقد اشتهر وادي الغضى بذئابه التي تعد أشرس الذئاب قاطبة، فالدالة جامعة لخصائص حولتها من مجرد شامة للمكان إلى معادلٍ موضوعي للذات التي جمعت بين حسن مظهرها وقوة بأسها وسطوتها وثورة طباعها في بوتقة فريدة عجيبة، فنجد تكرار المفردة بإيقاع متتابع بلا نظام؛ فتارة يكون الغضى للغضى عينه لما ترحل به أمنيته شوقا إلى هناك، حيث الإبل العظام الفتيه السريعة تساق بأمره وتقاد، وهو باستحضاره لهذه الذكرى يحاول درء العجز الملازم له في هذه الساعة؛ فالزج حركة قوية تلاءم فيها المعنى مع اللحن الموسيقي؛ فأحدثت في الأبيات انتقاله من اللحن الهادئ المؤلم إلى اللحن العاصف المدوي؛ فالجيم المكررة والقاف حرفي قلقلة واضطراب تعكس ما تحياه الذات، والزاي والصاد حرفي صفير ترمز إلى القوة المتطلبة لهذه المهمة والآملة الذات فيها.(3)
ثم نجدها _الذات_ تحيط أمنيتها بهالة من الملامة لما تتمنى انتفاء واقعة مضت (فليتَ الغضى لم يقطَعِ الركبَ عرضَه) ويا لها من أمنية تسربلت الأسى؛ تحاول أن تدير رحى الزمن لتغير واقعا تأباه.
______________________
 
(1)    ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.
(2)   ينظر: (المعجم الوسيط)، مجمع اللغة العربية،(غضفر).
(3)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.
 
وفي تتابع سريع تجثو أمنية بين يدي الموت أن يمهله قليلا؛ بعيض وقت يصل فيه ركبه إلى مبتغاه؛ وتحول بوصلة
الدالة إلى مدلول آخر في قوله: (وليت الغضى ماشى الرِّكـاب لياليا) إذ تتحد والذات المطالبة الفناء بالإمهال والمتطلعة إلى السلوى بلقاء الوطن؛ الذي امتدت مسافة بعده امتدادا دل عليه البناء اللفظي  الجامع لحرفي المد المتكرران في (لياليا).
وهكذا نجد أمانيه تعاضد بعضها بعضا لتكون أسرة عزاء له في غربته التي حالت دون تحققها وكانت مصدرا لولادتها.
ثم تفاجئنا لحظة ارتداده نفسية قوية تقطع كل أمل و تهدم كل أمنية؛ إذ تفصح الذات بحقيقة حاولت الفرار منها، فترسم صراحة بون المسافة الجغرافية بين موقعه ووطنه، بين جسده المحتضر وهوى قلبه، تلك المسافة التي تقطعها مراكب أشواقه المستعرة في كيانه كلمح البصر، فيولد رجاؤها ويموت في مهده.
ولا يخفى ما في هذه الفرشة الغوائية من اخضرار منبعث من أوراق الغضى لون الجمال البدوي الذي لا يعادله لون آخر، والرامز للحياة الراغدة، فبرغم التفجع المغلف للذات؛ إلا أنها استطاعت أن ترى في موطنها أجمل رموزه، وبثت به الحياة المنفية في النص.(1)
وهكذا نرى أن العتبة الأولى غدت علامة تختزل دلالات النص(2)؛ وتصور كل أمانيه المترنحة بين الأمل والحسرة ترنحا تفرضه اللحظة المحاصرة.
ويولد سؤال هو في الحقيقة بطاقة مواساة من الذات إليها لما آلت إليه حالها، وخطوة الولوج الأولى للنص. فإلى من ينكر هذا الشوق وهذه الوشيجة الوثيقة بين الذات وموطنها الذي شهد نزواتها وزلاتها شهادة إخبار ببراءة من ماضٍ غدت أدرانه شوائبا لحاضرها، فكأنما تبث حديثا روحيا للمتلقي لتحرك شعور التعاطف معها والأسى على مصيرها، في مسرحية مأساوية تطهيرية؛ تساهم في نقل المتلقي إلى مشاركٍ لها في مشاعرها الحزينة الآسية. بل وتتجاوز لغة الخطاب المتلقي لتشخص الموت تعذله على عجالته الباترة لبواكر إنابتها.
 وفي انتقاله زمكانية(3) من الحاضر إلى الماضي؛ ومن أرض الغربة إلى أرض الوطن؛ تصور لنا الذات صورة تذكيرية بصرية
______________________
 
(1)    ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.
(2)   ينظر: (تجليات الشعرية قراءة في الشعر المعاصر)، د.فوزي عيسى،(الإسكندرية: منشأة المعارف)،11_44.
(3)   الزمكانية: تعني حرفيا الزمان والمكان، ينظر: (دليل الناقد الأدبي)، د.ميجان الرويلي، د.سعد البازعي،ط4،(الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي،1426هـ_2005م)،170_174.
عاطفية تفيض لوما وعتابا؛ وتحمل بين طياتها إشارة خفية ضمنية تدل على الشجاعة والإقدام اللذين تحلت
بهما الذات غير هيابة من موت متربص بها. وفي هذه النقلة دلالة على رهافة وجدان حملته على استحضار ابنته المغتربة روحها لرحيله؛ فها هو وقد كفنته الغربة يتذكر بلوعة حالها لما جرعها من الكأس نفسه؛ ليهينم للمتلقي أن الزمن تارات.
(تذكّـرتُ مَـنْ يبكـي علـيَّ فلـم أجـدْ       سـوى السيـفِ والرمـح الرُّدينـيِّ باكيـــــــا
  وأشقـرَ محبوك يجـرُّ عِنانــــــــــــــــــــــه        إلـى الـمـاء لــم يـتـرك لــه الـموت ساقـيـــا)
"تتكئ القصيدة على التذكر والتنبؤ قطبي الزمان فيها"(1).فذكرى تغرب ابنته دفعه للبحث عن متذكر مؤنس له، وبدأ يخلق العوالم من حوله؛ فبث في سيفه دفق المشاعر، ونفخ في رمحه روح الإحساس؛ حتى نزعا إلى سلوك جنائزي، فنثرا حوله دمعهما حزنا وأسىً على فقده؛ فغديا بذلك يؤديان طقس العزاء الجماعي المتعارف عليه عند العرب. فوهبهما بهذا الخلق مسلوبه؛ وحقق فيهما أمنيته، ونفى عن نفسه بذلك غربته في ميدان الشجاعة؛ ذلك الميدان الذي يتحد فيه وفرسه الشقراء القوية التي غدت كسيرة النفس لفراقه؛ غريبة بعده تذوي ومشهد احتضاره يمثل أمامها؛ كصاحبها تماما تؤلمه غربته؛ وتذوب نفسه على نفسه حسرة لهذه الميتة المناقضة لحياته الحافلة.
وكفنان يمسك بريشته اللغوية ليصور حال فرسه بعد رحيله؛ أخذ يرسم صورتها وحيدة تجر عنانها المهمل، تبحث عن الحياة العسيرة بعد رحيله، فجعل ببراعة صورة الفرس المستقبلية صورة كربونية لحاله الآنية.
وما استحضر هذه العوالم إلا ليكثر السواد حوله؛ محاولا طمأنة نفسه المستعرة بين غربتين روحية وجسدية.
وبعد أن ينهي وقوفه مع الماضي والذكريات وتصوره للمستقبل، يبدأ بصورة حالية لونها الأول الموت الداني؛ ثم الجسم المضطرب مرضا، هذا اللون المرتبط بالمكان ارتباطا واقعيا وثيقا، ثم أخذ يصور نهايته تصويرا مؤلما مازجا إياه بنصحه وأوامره:
(أقــول لأصحـابـي ارفعـونـي فـإنّـه            يَـقَـرُّ بعيـنـيْ أنْ (سُـهَـيْـلٌ) بَـــدا لِـيــا)
 
______________________
 
(1)    ينظر: (في الأدب العربي القديم)،د.محمد صالح الشنطي، ط2،(حائل:دار الأندلس للنشر والتوزيع،1417هــ_1997م)،391_396.
سهيل: رمز التفاؤل العربي، الطالع عند نتاج الإبل في فصل الربيع(1)؛ حياة في حياة؛ وسلوة لمحتضر يراه قطعة من وطنه؛
ضائعة في متاهات السماء وكأنها لا تنتمي لهذا المكان و إنما ظهرت مواسية له. هذا النجم الذي يرتحل بفكره إلى وطنه فيطمئن قلبه عليه؛ وتقر عينه بقاسم مشترك بينهما.
(وقومـا إذا مـا استـلَّ روحــي فهيِّــــــئـا         لِــيَ الـسِّـدْرَ والأكـفـانَ ثم ابكيا ليــــــــــــــــــا
وخُـطَّـــا بـأطـراف الأسـنّـة مضجَـعـي         ورُدّا عـلـى عـيـنـيَّ فَـضْــلَ رِدائـيــــــــــــــــــــــا
ولا تحسدانـي بـاركَ اللهُ فيكمـــــــــــــــا           مـن الأرض ذات العـرض أن تُوسِعـا لـيـا
خـذانـي فجـرّانـي بثـوبـي إليكـمـــــــــــا           فـقـد كـنـتُ قـبـل الـيـوم صَعْـبـاً قِيـاديـــــا)
فإذا ما استلت روح الذات المناضلة أملا في الحياة وخبت أنفاسها؛ طالبت بأن تضمخ أكفانها بالسدر كعادة أهل نجد في تطييب موتاهم. ويا لها من صورة شمية حرمها افتقار خرسان من تحقيقها؛ لكنها أكسبت البيت عطرا عبقا أملت أن يصاحبها كمواسٍ لها في قبرها. ثم تبعتها صورة بكائية تطالب فيها رفاقها متلمسة ألا يحرموها طقوس العزاء المتعارف عليها عند قومها؛ مستميتة في محاولة تحقيق الانتمائية لهم حتى آخر لحظاتها.
ثم نراها تسم قبرها بوسام الفرسان الشهداء الذين لا تحفر قبورهم إلا بأطراف الأسنة كما جرت بذلك العادة(2)، متشبثة بالفروسية مطالبة بالتميز والتفرد الذي كانت تتمنطقه في حياتها.فلما اشتد بها الضيق بدت تطالب بالسعة لئلا يجمع لها بين ضيقين.وفي رثائية تضرب أطنابها في الصميم؛ قارن بين حالين متضادين متنافرين؛ حال حياته وموته، في إيجاز معبر تفرضه اللحظات الراهنة.
ولم يحفل بالآصرة البيانية لعسر الموقف المحيط به، فغدا ككاميرا مصورة للواقع لا أكثر.ومن العجيب أن هذه الصور المتتابعة تستدر الحزن استدرارا!فيبدو فيها كسلسة دائرية متصلة يربط بعضها بعضا.
 
______________________
 
(1)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.
(2)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.
حتى إذا ادلهمت غربته؛ مزقها بصيص ذكرى نقلته في سرعة براقية إلى دياره وقد أقفرت منه:
(وبالـرمـل مـنّـا نـسـوة لــو شَهِدْنَـنـي    بَكـيـنَ وفَـدَّيـن الطـبـيـبَ الـمُـداويـا
    فمـنـهـنّ أمـــي وابـنـتـايَ وخـالـتي       وبـاكـيـةٌ أخـــرى تَـهـيـجُ الـبـواكـيـا)
فالبيت يضج بالبكاء والعويل والأنين الذي وشت به نون الحزن المتكررة(1)، هذه الذكرى المتخيلة التي تسلو بها روحه
المنسلة؛ لما يرى بعين الخيال أمه وابنتيه وخالته وزوجه وقد اتقدت نار حزن مجوسية في قلوبهم لوعة لفراقه؛ ولا يكون هذا التوله إلا لفراق عزيز.
هذه السلوى التي تحقق له جزء من الانتماء الذي أضناه مطلبه من عتبة النص وحتى منتهاه.
وقد أحكمت السلطة المكانية الطوق؛ فهاهو ذا النص يلفظ أنفاسه بين جنبيها؛ مرتحلا إلى الرمل موطن الذات التي سكب على فراقها مدامعه؛ ذلك الموطن الذي يحفظ له سجلا من الأخلاق الحميدة، وقوم ما فيهم ناقم أو غاضب منه، وكفاه بذلك فخرا.
وقد واكب بحر الطويل حالة الحزن التي يمر بها الشاعر لسعة استيعابه للمعاني المتناقضة(2)، وغدا حرف الروي (الياء
 المفتوحة) منسجما مع أحرف المد الصوتية التي تكون بمجموعها وحدة عويل مشتركة تطلق للصوت الإنساني العنان في أخذ مداه، وجعل حركة التوجيه الكسر ليساعد في تغيير درجة الصوت الحاد المنطلق من ألفين متناظرتين؛ فيحدث انخفاض بعد ارتفاع وارتفاع بعد انخفاض؛ بحيث يجيء هذا التناوب الموسيقي عاملا إضافيا في إحداث المعنى التفجعي الموحى به من خلال امتدادات الأصوات وتناوبها.(3)
 
 
 
 
 
 
______________________
 
(1)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.
(2)   ينظر: (في الأدب العربي القديم)،د.محمد صالح الشنطي، ط2،(حائل:دار الأندلس للنشر والتوزيع،1417هــ_1997م)،391_396.
(3)   ينظر: (الفتح العربي الإسلامي في سيرة مالك بن الريب المازني)،سليمان الخش،(لندن: رياض الريس للكتب والنشر،1414هــ_1994م)،352_396.
الخـــــــــــــــــــــــــــــاتمة.
ذلكم هو مالك ابن الريب الذي خط سيرته في قصيدته فخلد بها..
ورحم الله من قال عنه أنه:( شاعر لم يعش شاعراً، ولكنه مات شاعراً.لقد مات مع مالك في تلك السفرة آلاف وآلاف، ولا يزال الناس قبله وبعده يموتون، فينساهم ذووهم، ويسلوهم أهلوهم، وهذا الشاعر جعلكم تذكرونه، وتبكونه بعد ألف وثلاثمائة سنة، وأنتم لا تعرفونه.وهذه هي عظمة الشعر، وهذا هو خلود الشاعر)(1)
حقيقة :
إن العبرة بالنهاية لا بالبداية..
بهذه العبارة أسطيع أن أختم هذا البحيث؛ غير أني خرجت منه مؤمنة أن الإبداع لا يعترف بحدود الزمان أو المكان..
خرجت أؤمن أن التفرد قيصرية صعب منالها غير مستحيل..
خرجت أؤمن أننا قد ننجز في أوج لحظات ضعفنا..
أما وقد اكتمل نظم عقدي؛ فإني أتوجه بعظيم الحمد لصاحب الحمد المستحق له دون سواه، وأسأله أن يرزقني من
 فضله ما هو أهل له لا ما أنا أهل له؛ وأن يعاملني بكرمه لا بعدله؛ وصلى الله وسلم على أفصح خلقه بيانا؛ وأقومهم لسانا.


منقول
توقيع : الطريق نحو القمة




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الرايس
محمد الرايس


عضو vip

عضو vip
معلومات إضافية
الدولة الدولة : الجزائر
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 724
نقاط العضو نقاط العضو : 11
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/02/2015
العمر العمر : 30

تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب   تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب Clock11الثلاثاء 27 أكتوبر - 12:33

 شكرا جزيلا على الطرح الرائع للموضوع المميز
واصل ضيائك المتألق فى المنتدى
ننتظر منك دائماالكثير عبر كلماتك المبدعة والمميزة
لك منـــ ارق تحية ــــى
توقيع : محمد الرايس




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تحليل نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب أولى باك آداب
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة في نص رثاء و تذكر لمالك بن الريب اولى باك آداب
» تحليل قصيدة مالك بن الريب ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة - أولى باك آداب
» تحليل نص في الوحي عفتهم لحسان بن ثابت أولى باك آداب
» تحليل قصيدة رحلة إلى الإيمان للأعشى - السنة أولى باك آداب
» تحضير نص رثاء وتذكر مالك بن الريب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شعاع الإيمان :: أشعة عامة ::   :: قسم التعليم الثانوي-