صفات القائد المثالي
صفات القائد المثالي
طارق السويدان
اليكم خلاصة دراسات عميقة قام بها اثنان من أكبر علماء القيادة في العالم هما
Kouzes & Posner
وأخذت الدراسة منهما ٢٧ سنة
وعينة البحث تجاوزت مليون ونصف مشارك
من كل القارات وكل البلاد في العالم
وبالطبع لم يكن هناك اجماع على الصفات الخمس للقائد الفعّال
لكن الصفات الخمس التي حازت على أعلى نسبة لم تتغير أبداً فكانت نفس الخمس
في كل سنة
وفي كل قارة
وفي كل بلد !!!!
واليكم القائمة ومعها تقييم عام لقادة الأمة السياسيين وفي كل المجالات بمن فيهم قادة الحركات الإسلامية
( وطبعاً توجد استثناءات ) :
١- المصداقية :
-------------
ونستطيع أن نقول ( الأخلاق ) وهذا صحيح لكن العالمان الكبيران يعرفان صاحب المصداقية بأنه - وهذه كلمتاهما بالضبط :
Trustworthy & Truthtelling
أي ( الصادق الأمين )
فرغم أن كل الصفات الأخلاقية مهمة لكن الأهم عن الناس ( الصادق الأمين )
ولذلك اشتهر بهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يتولى القيادة حتى صارت لقباً له
ولا يمكن استبدالهما بصفتين أخرى مثل الشجاع الكريم ( ولو فعلنا ذلك في كتب السيرة فلن يشعر معظم الناس بالفرق !)
الناس تتمنى أن يكون قادتها من ذوي الأخلاق وبالذات الصدق والأمانة
ولعل هذه من أكبر مشاكلنا مع معظم قادة الأمة اليوم
٢- الرؤية المرشدة
----------------
أي لديه تصور واضح للأهداف بعيدة المدى التي يريد تحقيقها لمن يقودهم
فلا يكفي أن يدير الأمور ويصدر قرارت التنفيذ كما يفعل معظم قادة اليوم فهذه إدارة وليست قيادة
بل يجب أن تكون الأهداف بعيدة المدى
(٢٠ سنة للأمام وبحد أدنى خمس سنوات )
كما يجب أن تكون طموحة تحدث تغييراً جذرياً وليس تحسيناً وتطويراً فقط
ويجب أن تكون واضحة محددة وليست هلامية
ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الأعلى في ذلك ليس فقط لأن الوحي ينبؤه ، بل لقدراته الشخصية على ذلك
ويندر اليوم من قادة الأمة من عنده أي تصور للمستقبل لهذه المعايير ولا حتى لسنتين للأمام
٣- التحفيز
-----------
فالقائد الفعّال لديه قدرة عالية على تحريك أتباعه ، فتعريف القيادة أنها
( القدرة على تحريك الناس نحو الهدف )
والتحفيز باختصار هو التشجيع والتقدير
والتشجيع هو قبل العمل
والتقدير بعد العمل
كما أن التحفيز يحتوي القدرة على إخراج أفضل ما في كل إنسان واستثمار أعلى طاقاته
والسيرة الشريفة فيها مالا يحصى من الأمثلة الرائعة لذلك
بينما قادتنا اليوم لديهم قدرة غير عادية على التثبيط ( وهو عكس التحفيز )
٤- الكفاءة
----------
أي القدرة على عمل الأمور الصحيحة
( وليس الخطأ )
بطريقة فعالة
( أي بأقل الجهد والوقت والتكلفة )
أي بإنتاجية عالية
( دون تضييع للأوقات وكثرة الروتين وقلة العطاء)
وبسرعة كبيرة
( بدون تأجيل وبدون إجراءات معقدة )
وبتكلفة قليلة ( دون سرقات وهدر للأموال )
ولو تأملنا في السيرة النبوية لرأيْناه صلى الله عليه وآله وسلم القمة في كل ذلك
بينما بنظرة سريعة لقادتنا اليوم سنرى حجم الكارثة في مجال الكفاءة
( والقدرة غير العادية لدى قادة اليوم على اختيار غير الأكفاء للمناصب المختلفة )!!
٥- الذكاء
--------
ونسبة من اختاروا هذه الصفة في ازدياد سنة بعد أخرى
فالناس تعشق أن يقودها الأذكياء
ولعل المقصود ليس الذكاء المتعلق بالاختراعات والعلوم ، بقدر ماهو الذكاء المرتبط بالقدرة العالية على التحليل
فذوي القدرة على التحليل العالي لديهم إمكانية أعلى من غيرهم على القرار السليم
وتوجيه الناس لما يناسب كل واحد منهم
واختيار النمط المناسب لإدارة كل منهم بما يناسب قدراته واهتماماته
وتحليل المواقف والمشاكل وبالتالي الاختيار المناسب لحلها
وواضح تميز النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك
كما أن قادتنا اليوم إما أنهم ليسوا من أصحاب الذكاء ( وهذا واضح الى درجة مخزية لدى البعض )
أو أنهم أذكياء جداً في استغلال ذكائهم للشر أو لمصالحهم ومصالح من حولهم وليس لأمتهم ومن يقودونهم
أرجو أن تكون هذه السياحة في جزء من علم القيادة الحديثة قد نفعتكم
مع خالص تقديري ودعائي