المواقع و المنتديات الإسلامية .. تكرار دائم دون تجديد أو إبداع :
المواقع و المنتديات الإسلامية .. تكرار دائم دون تجديد أو إبداع :
هناك الكثير من المواقع الإسلامية على الساحة, ولكن جل هذه المواقع ما هي إلا نسخ طبق الأصل أو معدلة من مواقع أخرى، وكنت قد كتبت قبل خمس سنين مقالاً بعنوان:(تكرار المشروعات الإسلامية ... رؤية نقدية) ذكرت فيه أنَّ كثيراً من المواقع الناشئة والتي ضُخَّ من الأموال لكي تقوم وتنشأ الشيء الباهض الكثير ، تفوق عشرات الآلاف من الدولارات!
والنتيجة: تكرار بلا قوالب تجديد ، وقص من مواقع أُخرى ولصقه في الموقع الناشئ، بل قد لا تُنْسَبُ تلك (المواد المسْتلَّة) إلى المصادر الأصلية التي أُخذت منها المواد المنشورة مسبقاً.
وحين يناقَش هؤلاء الطيِّبون: لِمَ افتتحتم هذا الموقع؟ وما الهدف من إنشائه؟ وهل من تجديد وإبداع في فكرته؟ وهل من خطَّة زمنيَّة لمتابعة خطوات بنائه الفكري؟ وما الشريحة التي تستهدفها فكرة موقعكم ؟ وكم شاورتم من شخص خبير في هذا الشأن؟
فإنَّ كثيراً من هؤلاء المنتجين لتلك المواقع من الذين حسنت نيَّاتهم ـ نحسبهم كذلك ـ قلَّ منهم من يجيب على تلك الأسئلة بوضوح ، لأنَّهم وقعوا في أزمة غياب الهدف الاستراتيجي من وراء تلك البرامج الفكرية ، فينقصهم التفكير السليم ، الذي يدعو لوضع الأهداف والخطط والوسائل والأساليب لتحقيق ما تصبو إليه أنفسهم ، والخلاصة أنَّه لا يوجد لديهم وضوح في رسم أهدافهم.
فيجهلون أنَّ نتيجتهم المرجُوَّة من إنشاء ذلك الموقع على الشبكة العنكبوتيَّة ؛ ضئيلة للغاية، والشاهد على ذلك أنَّك حينما تدخل بعض المواقع والتي افتتحت منذ سنتين أو أكثر، وتستعرض عدد الزوَّار الذين دخلوا الموقع ، فقد تتفاجأ أنَّهم لا يتجاوزون المائتين ! مع أنَّ الموقع سالت في قنواته أموالٌ باهظة، وعمل على تصميمه (محترفون) لدعم هذا المشروع الإنتاجي ، والنتيجة بلا نتيجة!
بل إنَّني قرأت يوماً في أحد المنتديات على (الإنترنت) لثائر يقول متهكماً بأن كثيراً من المواقع صارت (لعبة) ، تجلس سنة من دون تغيير مقالات ، ولا تحديث مواد ، وقد يكون مآلها إلى الإحباط الذريع ، ومن ثمَّ الإغلاق لهذا الموقع.
ومن خلال عدَّة تجارب من هذا القبيل ، يتيقن المرء أنَّ هنالك عدَّة أسباب في تكرار المواقع المتشابهة معنى ومضموناً ، ومنها:
1) ضعف التخطيط ، ولربما كان إنشاء موقع نتيجة حديث أخوي، ما لبث أن أطلق سريعاً في عصر السرعة، بدون سابق تفكير منهجي وتأملي لمسار هذا الموقع، والخطط الجارية عليه حين الإطلاق، فلم يبقَ طويلاً لأنه أطلق سريعاً، وأغلق بعدها سريعاً، ومن هنا يقول أحد المفكرين: (لدينا أفكار كثيرة لا تجد سبيلها إلى التطبيق، وأعمال كثيرة لم تسبق بأي تفكير)!
2) الارتجالية في العمل والعمل الفردي الشخصي.
3) قلة التنسيق بين المواقع الدعوية بل انعدامها فيما أعلم!
4) ضعف العلم ما يؤدي إلى ضعف المعلومات ، أو قلَّة المعلومات، مع تكرارها.
5) فتح منتديات جديدة ودخول أعضاء جدد في غالبيتهم ضحلي الثقافة والمعلومات ما يؤدي إلى تكرار معلومات معروفة بداهة، ممَّا لا يسع المسلم جهله.
من كتاب الدعوة إلى الإسلام على الإنترنت لخباب مروان الحمد .