أنا الضحية يا أبي – قصة قصيرة من قصص الطلاق :
يعالج النص قضية الطلاق و هي قضية اجتماعية إنسانية شائكة ، و لها مجموعة من النتائج السلبية على الأسرة بصفة عامة و على الأطفال منهم على الخصوص ، و النص الذي بين أيدينا على منتديات الطريق نحو القمة يمثل نموذجا لهذه الظاهرة ،
حيث قصدت الأسرة المكونة من أب و أم و طفلة صغيرة – مكتب العدول لإجراء أوراق الطلاق .
بعد دخول الأب و الأم إلى مكتب العدول لإجراء أوراق الطلاق ، تعالى الصراخ بينهما مما أثار الخوف و الفزع في الطفلة ، و هناك توسلت الطفلة لأبيها لكي يعدل عن ذلك ، و قالت :
- يجب أن نعود يا أبي للبيت و تتفقا أنت و أمي ، و تحلا مشكلتكما ؟
فرد الأب بجفاء :
- إن أمك هي السبب فهي تحيل حياتي عذابا و معاناة ،و تصر على مضايقتي دائما و استفزازي ...
و هنا قاطعته الأم قائلة :
- بل أنت الذي حولت حياتي إلى جحيم ، فلطالما تنازلت عن حقي ، و لكنك تعاتبني دائما على أشياء لم أفعلها ، و آن الوقت كي أرتاح منك .
فتدخل الأب و قد احمر وجهه من الغضب :
- لا تصدقيها يا ابنتي ، فهي تفتعل معي دائما المشاجرات ، حتى أنني كرهت البيت بمن فيه ، و لولا طفلتنا لطلقتك من زمان ...
فقاطعته الأم مرة أخرى و قالت :
- أنت ناكر للجميل ، فقد صبرت معك طويلا ، وأقوم بكل واجباتي في البيت ، لكنك منذ أن تعرفت على أصدقاء السوء ، تغيرت و أهملت واجباتك الدينية و الأسرية .
فقاطعتهما الطفلة و هي تبكي قائلة :
- و ما ذنبي أنا لا أعيش كباقي الأطفال في أسرة يسودها الحب و التفاهم ، و هل سألتما نفسيكما يوما أنني أنا الضحية ، فقد تدهورت حالتي النفسية ، و لعلكما لاحظتما أن علاماتي الدراسية بدأت بالتراجع بعدما كنت الأولى في المدرسة و هذا بسببكما ، فقد تغيرتما منذ فترة . أنا كل ما أريده هو أبوين متفاهمين ، يغض أحدهما عن أخطاء الآخر و يعيشان في حب و إنسجام .
( و بسبب عناد الأم و الأب ركضت الطفلة نحو هدف غير محدد ، و هي تصرخ : لا أريد أن أعيش مع أي واحد منكما ... أنا أكرهكما ) .