ما هي الآثار المترتبة على بطلان الإشاعة ؟
ما هي الآثار المترتبة على بطلان الإشاعة ؟
بادئ ذي بدء يقال هنا :
لو أن كل ناقل أو سامع للإشاعة وضع في حسبانه بعض المضار المترتبة عند كون الإشاعة كذباً وزوراً أو مبالغاً فيها لتردد أناس كثير في نقلها وفي قبولها .
وهذا لا خفاء فيه إذ أن العاقل ينظر إلى الأمور نظرة تروي ونظرة موازنة يحسب لها حسابها اللائق بها فلا يغلّب جانب على جانب إلا بقرائن تثقل كفّة الأمر الذي غلَّبه .
وفي الوقت ذاته يحرص – كما سلف – أن يقدّر الأمر من جميع جهاته نفياً أو إثباتاً أو رجحان النفي على الإثبات أو العكس فلا يطلق حكمه جزافاً عند أوّل وهلة يصل الخبر فيها إليه فإن هذا من الخلل في اكتمال بناء الشخصية . كيف لا ؟ .
والمسلم مأمور بالتثبت بنص القرآن الصريح : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } .
أمر بالتبين وتحذير وتنبيه إلى ما يؤدي إليه عدم التبين من اتهام المشاع عنه بما هو منه بريء ونزيه ثم يَعْقُبُ ذلك الندم والأسف من المشيع . ولات حين مندم .
وبعد هذا كله يقال :
الآثار المترتبة على بطلان الإشاعة كثيرة منها :
1- اتهام البريء بما ليس فيه .
2- تلوث الذمم واللسنة نتيجة الخوض في أمور بلا تروي وتثبت .
3- انعدام أو تقلّص الثقة المتبادلة بين الناقل والمنقول له .
4- شماتة المجتمع وبالذات المحسوبون على الإسلام خاصة إذا كان منشأ الإشاعة ومصدرها من العاملين في حقل الدعوة وبشكل عام من شباب الصحوة .
ومن أراد أن يستزيد عن الآثار الوخيمة عند بطلان الإشاعة فعليه بمراجعة شرح حديث الإفك تلك الشائعة التي هي أم الشائعات .
وكتبه : عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان