ثمانية قواعد إن التزمت بها فستتخلص من عاداتك السيئة
ثمانية قواعد إن التزمت بها فستتخلص من عاداتك السيئة
القاعدة الأولى: الدعاء
وكلنا يتذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال” ، فالعجز عدم القدرة على الحيلة النافعة ، والكسل عدم الإرادة لفعلها ، فالعاجز لا يستطيع الحيلة ، والكـسلان لا يريدها”. أي أن العجز هو عدم القدرة على التغيير الإيجابي، والكسل عدم الرغبة في التغيير الإيجابي. فاكثروا من الدعاء….
القاعدة الثانية: القمع!
يجب أن تعلم النفس تقتات على العادات السلبية. والتخلص من عادة سلبية واحدة أصعب من التخلص من 1000 عادة إيجابية (هذا إذا فكرت يوما في التحلل من عادات إيجابية لتصبح إنسانا بلا عادات…يا للرعب)!
جرب مثلا أن تتوقف عن تنظيف أسنانك في الليل ؟ جربها يوما واحدا أو ثلاثة أيام مثلا وسوف تتوقف عن فعل ذلك إلى الأبد..جرب الصلاة في بيتك بدلا من المسجد مرة واحدة وسوف تجد بعدها أن نفسك تحدثك أن الصلاة في المسجد (تشدد) أو ربما لاحظت أن صلاة المسجد أصبحت أكثر (ثقلا)!
لهذا كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يحثنا على التعوذ من شر النفس (اللهم أنا نعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا)، لأن النفس تميل إلى الراحة والدعة، وقمعها هو الوسيلة الناجعة من أجل ترويضها وتطويعها بسهولة. وهذا الدعاء هو أهم وسيلة لقتل الكسل والتخاذل وضعف الهمة في تغيير العادات بإذن الله.
فإذا بدأت في التخلص من عادة سلبية، واستخدمت أسلوب التدرج، فسوف تجد أن النفس تنفر في بادئ الأمر…فاقمع الشعور بالتكاسل..واعلم أن الفرق بين النجاح والفشل قد يكون احيانا في خطوة واحدة ..وتذكر أيضا..أن النصر إنما صبر ساعة كما أخبر الإمام علي بن ابن طالب رضي الله عنه.
القاعدة الثالثة: الكتابة
كم مرة استيقظت وقلت سوف أتغير، سوف أتوقف عن معاكسة الفتيات في الشارع. سوف أتوقف عن التدخين. سوف أتوقف عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات ! وبعد انتصاف شمس النهار في رابعة السماء تجد أنك تعود لذات العادات القميئة التي أقسمت أن تتخلص منها في الصباح..هل تعلمون لماذا؟ لسببين؛ الأول هو ضعف الهمة والثاني هو عدم المتابعة. وفي القاعدة الأولى شرحت كيف يمكن التخلص من ضعف الهمة. أما عن عدم المتابعة، فالكتابة هي الحل!
كيف؟
اكتب عاداتك السلبية في جدول من ثلاثة أعمدة وضع ما شئت من السطور (بعدد عاداتك السلبية!) وفي العمود الاول اكتب العادات السلبية، وفي العمود الثاني اكتب الصفة الإيجابية التي تريد الوصول إليها، وفي العمود الثالث ضع موعدا للوصول إلى العادة الجديدة مع ملاحظات.
الكتابة تعودك على المتابعة، كما أنها تشعرك بأن العادة السلبية موجودة وتجعلك تراها أمامك، حيث أنه من الصعب على الإنسان رؤية عيوبه أمامه.
القاعدة الرابعة: القراءة
تتبع سير العظماء والناجحين وهم كثر. اقرأ الكتب التي تتحدث عن عادات الناجحين وكيف اكتسبوا هذه العادات. فهذه القراءة تزودك بالحافز وتعطيك خلاصة كيف اكتسبوا هذه العادات.
القاعدة الخامسة: التدرج
حيث أن البشر متفاوتون في قدراتهم، وحيث أن ثمة عادات تتطلب تغييرا فوريا وأخرى تدريجيا، فيجب على الإنسان النظر في تلك العادة، ويقوم بالتخلص منها تدريجيا، مثلا: لو كان الإنسان يتأثر صحيا بتركه التدخين فجأة، فيمكن التقليل يوميا بمعدل ثابت ويقاوم أيضا أي نوع من المغريات، لأن التدريج لا يعني (الدلع والدلال) بل أن التدرج يلزمه بعض القسوة على النفس أيضا.
القاعدة السادسة: التوقيت
هناك أوقاتا أفضل من أخرى في ترك العادات، فمثلا، عادة القراءة يمكن تنميتها في الفترة الصباحية قبل الخروج إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة، حيث أن وقت الفجر من أنفس الاوقات للقراءة والتعلم. ليتهم يجعلون المدرسة تبدأ الساعة الخامسة فجرا….(أرجو أن لا يقوم السادة المعلمون وربات البيوت بالدعاء عليّ)!
والأمر المهم أيضا أن نعرف أن تغيير العادة يستغرق وقتا، وهناك أبحاث قالت أنه يلزم 21 يوما لتغيير العادة، وأخرى قالت 30 يوما، لكني أعتقد بأن30 يوما هي أقرب للصواب لأن الله تعالى جعلها أيام شهر رمضان، حيث يمكن لرمضان تغيير عادات كثيرة مثل التخلص من التدخين، التعود على القراءة اليومية للقرآن، التحصل على التقوى بنهاية الشهر كما قال ربنا عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة، الآية 183.
القاعدة السابعة: المعوقات
من أهم اسباب النكوص على العقب وترك تغيير العادات هو وجود معوقات في طريق تغيير العادة، وهذا شيء طبيعي. ألم تحف طريق الجنة بالمكاره؟ ألم يتعب المرء حتى يجد شريك حياة مناسب؟ فيجب على الإنسان التعرف على المعوقات وكتابتها بجانب كل عادة يريد التخلص منها، ومن ثم يبدأ في إزالة هذه المعوقات أو تفاديها. فلو كان له (شلة) سوء تدفعه للتدخين فالواجب ترك هذه (الشلة). ولو كان ضجيج وصراخ الأطفال هو ما يعيق القراءة..ماذا نفعل؟ (هل نطردهم إلى الشارع! كلا…) لكن، خصص وقتا مناسبا يكون فيه هؤلاء (الأوغاد) الصغار نائمون أو خصص مكانا بعيدا عن مصدر الضجيج، وهكذا…
القاعدة الثامنة: التركيز
من يطارد أكثر من أرنبين، فلن يصيد أي منهما! نصيحة سمعتها (أو شاهدتها) حينما كنت في الصف السادس ونسيت المصدر للأسف. فلذلك أنصح بأن يتم التركيز على عادة واحدة والإلتصاق بتغييرها لمدة 30 يوما ثم انتقل بعدها إلى عادة أخرى. وأنصح أيضا بترك فترة مناسبة بين تغيير عادتين.
ولا تدعوا الفشل من التغيير في المرة الأولى يدفعكم إلى اليأس…كلكم يعرف أن توماس ألف أديسون (زهق حاله) وهو يحاول في اختراع المصباح الكهربي في محاولات قبل أنها مئة وقيل أنها الف وقيل اكثر. فلا تيأسوا من الفشل.
منقول