قصة الشاعر الشنفري مع قومه
قصة الشاعر الشنفري مع قومه
يروى ان الشاعر الشنفرى ، وهو من شعراء الصعاليك الذي خرجوا على حكم قبائلهم واتخذوا الغارات على الاغنياء عملا لهم ، كانت قبيلته قد قتلت أباه ,فحلف ليقتلن منهم مائه ثأرا لأبيه ,فقتل منهم تسعه وتسعين ثم قٌتِل , فمر به رجل من قبيلته وهو مصلوب فركله برجله ,فدخلت عظمه صغيره من جمجمه الشاعر في قدم ذلك الرجل فمات بسببها ,فاكتمل عدد القتلى مائه .
فقيل : الان يرتاح الشنفرى .
واختار لكم من لاميته المشهورة :
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى
وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ
سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وَأَغدو خميصَ البَطنِ لا يَستَفِزُّني
إِلى الزاد حِرصٌ أَو فُؤادٌ مُوَكّلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ
بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ
وَما ذاكَ إِلاّ بَسطَةٌ عَن تَفَضُّلٍ
عَلَيهِم وَكانَ الأَفضَلَ المُتَفَضَّلُ
أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَهُ
وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحاً فَأَذهَلُ
وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيلا يَرى لَهُ
عَلَيَّ مِنَ الطَولِ اِمُرؤ مُتَطَوَّلُ
وَأَغدو عَلى القوتِ الزَهيدِ كَما غَدَا
أَزَلُّ تَهاداهُ التَنائِفُ أَطحَلُ
صفحة : مختارات في اللغة العربية وآدابها