شرح و تحليل قصيدة ابن الورد ذريني و نفسي
شرح و تحليل قصيدة ابن الورد ذريني و نفسي
شرح و تحليل قصيدة ابن الورد ذريني و نفسي
لوم زوجته له:
افتتح القصيدة بلوم زوجه سلمى ابنة المنذر له على كثرة مخاطراته ومغامراته بالغزوات والغارات مخافة أن يلقى حتفه، لكنه يرد عليها بقوله: إن ذلك من أجلها حتى تعيش حياة كريمة سعيدة وأنه لم يركب المخاطر إلا لأهداف نبيلة جليلة:
البيت الأول: اقلي عليَّ اللوم يا ابنة منذر ونامي فإن لم تشته النوم فاسهري
الشاعر زوجه سلمى ابنة المنذر التي تلومه على كثرة خاطراته ومغامراته بالغزوات والغارات مخافة أن يلقى حتفه ويطلب منها أن تنام هادئة البال وان لم تستطع النوم فلتسهر ليلها الطويل.
البيت الثاني:يذريني أُطَوف في البلاد لعلُني أُخليك أو أعنيك عن سوء مَحضر
يرد عليها بقوله: يخاطب زوجته قائلا:اتركيني أكثر من السفر في البلاد لعلني أستفيد مالا يوفر الحياة الكريمة لكِ ولغيرك من الفقراء والمستضعفين أو أقتل دفعا عنكِ.
البيت الثالث:فإن فاز سهم للمنية لم أكنْ جَزوعا وهل عن ذاك من متأخرِ؟
إن أُصبت بسهم قاتل ومت أثناء قيامي بالواجب لا أخشى من الموت لأنه حق لا يستطيع احد أن يقف بوجهه أو يؤخره فالموت أمر حتمي لا مرد له .
البت الرابع: وإن فازَ سهمي كفكم عن مقاعد لكم خلفَ أدبار البيوتِ، ومنظر
وإن عشت وعدت محملا بالغنائم سيكفيكم ذلك ألم الفقر وسوء الحال ويوفر لكم حياة كريمة ويبعدكم عن سوء الحال ومرارة التشرد.
وصف صعلوك ضعيف الهمة:
ثم يعرج بنا إلى منحى آخر يرسم لنا من خلاله صورة واضحة عن ذلك الصعلوك الذي لا هم له إلا نفسه ولا يقوم بحقوق من يلزمه فهو عالة على قبيلته ومجتمعه وجديرًا بأن ينبذ:
البيت الخامس: لَحَى اللهُ صُعْلوكاً إذا جنّ ليلـه مُصَافي المُشاشِ آلِفاً كلِّ مَجْزرِ
قبح الله صعلوكا دنئ النفس إذا اظلم الليل لازم مواضع نحر الإبل يلتقط العظام و يمضغها .
البيت السادس: يَعُدُّ الغِنى من دهره كل ليلـةٍ أصاب قِراها من صديق ميسرِ
من صفات هذا الصعلوك أنه ضعيف الهمة فالغنى عنده بأن يكتفي كل ليلة بلقمة تشبعه مما يتساقط من فضلات الأغنياء .
البيت السابع: قليل التماس الـزاد إلا لنفسـه إذا هو أضحى كالعريش المجور
من صفات هذا الصعلوك الأنانية فهو يطلب المال لنفسه دون النظر إلى الفقراء والمستضعفين إذا ضاق به الحال فأصبح لا سند له كالخيمة المنهارة التي لا دعامة لها.
البيت الثامن: ينام عشاء ثـم يصبـح ناعسًا يحت الحصى عن جنبه المتعفرٍ
ينام ملء جفونه خاملا فليس هناك ما يشغله ويصبح كسولا لا عمل لديه سوى إزالة ما علق
بثيابه من الحصى والغبار دلالة على خموله وقذارته.
البيت التاسع: ُيعينُ نساءَ الحي ما يَسْتعينهُ فيمسي طليحا كالبعير المحّـسر
ليس هناك ما يعمله هذا الصعلوك سوى خدمة النساء فهو ذليل يعيش عالة على مجتمعه
لأنه يحيا حياة وضيعه وفي المساء يكون متعبا كالبعير شديد التعب ومثل هذا الصعلوك
جدير بكل ملامة.
الصعلوك الشجاع النبيل
ثم ينتقل بنا إلى صورة مغايرة لذلك الصعلوك إلى صعلوك وجهه يضيء كشهاب، وإن يمت تظل ذكراه عطرة:
البيت العاشر: ولله صعلوكّ صحيفة وجههِ كضَوْء شِهاب القابس المتنور
يصف الشاعر الصعلوك المعجب به وجهه مشرق بأعماله المجيدة، فالنور المنبعث من وجهه كالشهاب المضيء.
البيت الحادي عشر: مُطِلا على اعدائهِ يَزْجُرونه بساحتهم زجَرَ المنيحِ المشهّرِ
لايزال يطل على أعدائه ويشرف عليهم ،فيظفر منهم بكل ما بريد على الرغم من صياحهم به وزجرهم له في ساحة المعركة كما يزجر القدح إذا ضرب.
البيت الثاني عشر: وإن بعُدُوا لا يأمنون اقترابَهُ تشّوف أهل الغائب المنتظّرِ
وهم مهما بعدوا خوفا منه لا يأمنون غزوه بل أنهم لينتظرونه انتظار أهل الغائب علما منهم بأنه لا بد راجع
إليهم ومصيب منهم.
البيت الثالث عشر: فذلك إن يلق المنيّةَ يلْقَها حميداً، وإن يَسْتغْنِ يوماً فأجدرِ
إن مثل هذا الصعلوك المغامر الجريء ،إن يمت تظل ذكراه خالدة لمحامده ومناقبه، وان استغنى فهو جدير
بالغنى ويستحقه.
منقوول للفائدة