هل هناك علم واجب يأثم من لم يتعلمه ؟
هل هناك علم واجب يأثم من لم يتعلمه ؟
طارق السويدان
اسمحوا لي أن أفصل الإجابة لأهمية الموضوع
طبعاً هناك علوم واجبة يأثم من لم يتعلمها وهو قادر على ذلك
ويجب تعلمها بالدروس أو السماع أو القراءة او السؤال
والجاهل بهذه العلوم لا يجوز تكفيره
بل يأثم من يحتك به ويقدر على تعليمه ولم يفعل
وهي أربعة أمور :
أولاً : أصول العقيدة وهي :
١- الإيمان بالله تعالى
٢- واليوم الآخر
٣- والملائكة الأبرار
٤- والرسل الكرام
٥- والكتب السماوية الأصلية
وقال بعض العلماء
٦- والقضاء والقدر
وسبب الاختلاف ان القضاء والقدر ورد أنه من أركان الإيمان في حديث آحاد وليس حديثاً متواتراً
والعلم الواجب في أصول العقيدة هي الأساسيات وليس التفاصيل
فلا يضر الجهل بإجابة السؤال
( هل لله تعالى نفس ؟ ) فهذا من تفاصيل العقيدة وليس من أساسياتها
( الإجابة لزيادة العلم انه له تعالى نفس لقوله تعالى :
تعلم مافي نفسي ولا أعلم ما في نفسك )
كما لا يضر إنكار مجئ المهدي حيث لم يرد في القرآن الكريم ولا الأحاديث المتواترة
بل لم يرد المهدي في أي حديث صحيح صريح
فالأحاديث إما ضعيفة
وإما غير صريحة
وكلاهما لا يؤخذ في قضايا العقيدة
فالعقيدة لا تؤخذ إلا بعلم يقيني
ورغم أن معظم العلماء يؤمنون بالمهدي
لكن الجهل به لا يأثم صاحبه
كما لا يضر الجهل بالنبي شيث عليه السلام
حيث لم يرد في القرآن الكريم أو الأحاديث المتواترة
وهكذا
وقد شرحت العقيدة وما يتعلق بها في كتابي ( مختصر العقيدة الاسلامية ) الذي أقره وقدم له شيخي العلامة د. عمر الأشقر رحمه الله تعالى صاحب السلسلة الشهيرة والممتازة في العقيدة لمن أراد التفاصيل
ثانياً : الفروض
وهي أركان الاسلام المشهورة :
١- النطق بالشهادتين
٢-الصلاة
٣- الصيام
٤- الزكاة
٥- الحج
والعلم واجب على من صارت واجبة عليه ( بالبلوغ أو غيره من الشروط كالقدرة المالية على الحج ونحوه )
فالعلم بالحج واجب على من قدر عليه ويصبح العلم أكثر تأكيداً عندما يعزم عليه
والعلم الواجب هو الأركان والواجبات والأمور التي تبطل العبادة
فلا يجوز الجهل مثلا بمبطلات الصيام
أما السنن فيحبذ العلم بها
لكنها لا يأثم جاهلها
ولكن عبادته مقبولة
ثالثاً : الكبائر
لقوله تعالى :
" الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ "
وقوله تعالى :
" إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا "
ويغفرها الله تعالى بالتوبة النصوح أو بفضل منه سبحانه
أما الصغائر فيغفرها الله تعالى باجتناب الكبائر أو بالاستغفار او بفعل أي حسنة بعدها مباشرة او بفضل منه سبحانه
والقرآن الكريم يسمي الصغائر ( اللمم )
" إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ "
ومن الصغائر الكذب لكنه يتحول الى الكبيرة إذا استعمل في شهادة الزُّور التي هي من الكبائر بالإجماع
وأجمع العلماء على أن كل الذنوب التي عليها الحدود فهي من الكبائر
وكذلك أن من الكبائر كل الذنوب التي ( تكرر ) التأكيد على أن مرتكبها توعده الله عز وجل بالنار
واختلفوا على الأمور الأخرى
ونستطيع أن نلخص الكبائر بالأمور التي أجمع العلماء عليها
مثل الخمر والزنى وعقوق الوالدين والسحر ونحوها ( حاشاكم )
أما التي اختلفوا عليها فلا نستطيع اعتبارها من الكبائر مثل السفور للمرأة فالبعض جعله من الكبائر والبعض من الصغائر والبعض جعله ( قريب من الكبائر )
ورغم أن هذه الأمور اختلفوا على أنها من الكبائر لكنهم لم يختلفوا على أن من يفعلها يأثم
ولمزيد من التفصيل يمكن العودة لكتب الكبائر التي كتبها ابن كثير أو النووي أو الذهبي وغيرهم
رابعاً: علم الحال
هناك علوم يجب تعلمها حسب حالة الانسان ولا تجب على الجميع واليكم الأمثلة
أحكام الزواج لمن أقدم عليه
وكذلك الطلاق
أحكام البيع أوالتجارة أوالشراكة أو الاقتراض لمن أقدم عليها
أحكام صلاة السفر أو طهارة المريض ونحوها لمن كان في ذلك الحال
أحكام غسل الميت لمن باشر ذلك
وقيسوا عليها علم كل حالة لمن أقدم عليها
وأؤكد مرة أخرى أن الجاهل بالأمور أعلاه لا يجوز تكفيره
بل يأثم من يحتك به ولم يعلمه وهو قادر على ذلك
والله تعالى أجلُّ وأعلم