كيف تحول نصا أو خطابا من جنس لآخر - مهارة التحويل - مع التطبيقات
كيف تحول نصا أو خطابا من جنس لآخر - مهارة التحويل - مع التطبيقات
أولا : التعريف بالمهارة :
- التحويل لغة هو النقل والتغيير
- أما التحويل بوصفه مهارة إنشائية فيقصد به تحويل نص أو خطاب من جنس إلى آخر ، او تغيير مساره الأصلي إلى مسار جديد
ثانيا : أنماط وأشكال التحويل :
تتعدد أشكال التحويل وتتنوع ، ومنها :
- تحويل غرض النص : من المدح إلى الهجاء مثلا
- تحويل وجهة نظر الموضوع : مثلا من القبول إلى الرفض مثلا
- تحويل شكل الموضوع : مثلا من الحوار إلى السرد
- تحويل المواقف والوضعيات : مثلا من وضعية الحزن إلى وضعية الفرح
- تحويل الشعر إلى نثر
*في هذا الدرس سنتعرف على طريقة تحويل الوضعيات ، وطريقة تحويل الشعر إلى نثر.
ثالثا : خطوات المهارة :
1- تحويل الوضعيات :
يتطلب إنجاز مهارة تحويل الوضعيات المرور بمرحلتين رئيسيتين :
-المرحلة الأولى : فهم مسار النص الأصلي :
ويقتضي ذلك معرفة مضمون النص ومواقفه وشخصياته ومعجمه
-المرحلة الثانية : تحديد المسار الجديد :
ونعني به ضبط وتحديد الغرض الجديد من النص ، واقتراح معجم بديل يساير مقاصد النص الجديد
-المرحلة الثالثة : صياغة النص :
بعد الانتهاء من المرحلتين السابقتين يصاغ النص صياغة متماسكة المعاني وخالية من الأخطاء اللغوية
*** تحويل مسار نص الانطلاق “ ص : 122 “
آه يا عائشة.. هناك مشهد مؤلم أحمل نفسي على تذكره حملا... كانوا ممسكين بك يريدون منك الاعتراف بذنب لم أعد أذكره، وكنت أنت تصرين على براءتك بكل عنفوان طفولتك الضائعة المحرومة المرتعبة.. وأذكر أنني جئت على صوت الصراخ الصاخب فوقفتُ خافقة القلب مشدوهةً أستند إلى مقبض الباب وقد خانتني من هول المشهد ساقاي... رأيتك مكومة وسط الحجرة، كائنا بائسا مرتعبا حقيرا، وقد سقط منديلك هن رأسك وبدت ظفيرتك المشعثة متدلية على رقبتك تبعث على الرثاء.. ورأيت والدتي واقفة على رأسك تهددك بقضيب في يدها.. سيخ حديدي مما كان يستعمل في شي اللحم، وقد سخن طرفه على النار حتى اشتعل وهَجاً..
وإني لأذكر إلى اليوم منظر أمي وهي توجه كيفما اتفق ضربات قضيبها الحديدي إلى لحم جسدك الصغير المتكوم المنكمش، وهي تكيل لك وابلا من السباب..
- المرحلة الأولى : فهم مسار النص :
* تصور الساردة في هذا النص مشهد سوء معاملة الأم لخادمة صغيرة “عائشة” وما تعانيه من آلام
* يتضمن النص ثلاثة حقول دلالية : 1- معجم الضعف والمعاناة (وتمثله عائشة)
2- معجم العنف والشراسة (وتمثله الأم)
3- معجم الرفض والاستنكار( وتمثله الساردة)
*استعملت الساردة ، لتصوير معاناة عائشة النفسية والجسدية ، مجموعة من التعابير الوصفية مثل :
“ …هناك مشهد مؤلم احمل نفسي على تذكره… وأذكر أني جئت على صوت الصراخ الصاخب … رأيتك مكومة وسط الحجرة …”
- المرحلة الثانية : تحديد المسار الجديد للنص :
* يجب أن يصور النص الجديد مشهد فرحة الساردة وهي ترى أمها تعامل عائشة معاملة جيدة (الاحتفال بعيد الميلاد… شراء ملابس جديدة …)
* يجب أن يتضمن النص الجديد حقولا دلالية بديلة : 1- معجم القوة والسعادة
2- معجم الرفق والليونة
3- معجم الرضى والارتياح
* في النص الجديد نستعمل لغة وصفية تعبر عن الفرح والسعادة :
" … مازلت أذكر الابتسامة على ثغرك …. كانت أمي تضحك … كانت تعتني بشعرك المنساب …"
---------------------------------------
2- تحويل الشعر إلى نثر :
تعرفت فيما سبق على طريقة "تحويل الوضعيات"..من الحزن إلى الفرح أو من الفقر إلى الغنى أو من التشاؤم إلى التفاؤل...
أما الآن فستتعرف على طريقة "تحويل الشعر إلى نثر" .. وللقيام بذلك يلزمك تتبع الخطوات التالية :
1- قراءة النص الشعري المراد تحويله قراءة جيدة.
2- شرح ألفاظه الغامضة والاستعاضة عنها بمرادفاتها.
3- تقديم ما أخر وتأخير ماقدم في الأبيات الشعرية.
4-إعادة تركيب مضامين النص الشعري دون خضوع لقيود الوزن والقافية.
* أنشطة التطبيق : (تحويل شعر إلى نثر)
* نص الموضوع :
حول القصيدة التالية إلى نص نثري مطبقا ما درسته في مهارة التحويل :
أديب و الذئب
حادثة غريبة--------ماهي بالمكذوبة
أنقلها ممثلة----------مجملة مفصلة
كما جرت أمامي-----في قرية بالشام
وذاك أن ذيبا--------مستضخما مهيبا
طرقها أصيلا----------يبغي بها مثيلا
فخرج الرجال----------إليه والأطفال
في هرج ومرج-----------ولجب ممتزج
عزلا بل سلاح--------برجى سوى الصياح
وانتظموا هلالا--------ليقفلوا المجالا
عيناه شعلتان---------يرشح كالسكران
منتقلا على مهل---كالظل في سفح الجبل
وبينما الجمهور--------حيران مستطير
كل يقول ما العمل----لصده وما الحيل
إذ انبرى شجاع----------ترهبه السباع
كان اسمه أديبا--------وباسمه عجيبا
بدا من الجمهور----------بمظهر الأمير
يمشي ولا يبالي---------كالأسد الرئبال
حتى إذا ما اقترب-----منه عوى واضطرب
والناس في تخوف-----من هول ذاك الموقف
يرون نحو الجبل----------ظلين في تنقل
حينا على تلاق-----------ثم على افتراق
ثم على اشتباك----------ثم على انفكاك
وأبصروا الذئب عوى-----إلى بعيد مدبرا
وعاد من سفح الجبل----أديب عودة البطل
وهو كليل متعب--------------بدمه مخضب
حذاؤه مشقق----------------وثوبه ممزق
فصاح شيخ في اللجب----إن به داء الكلب
فموته قريب------------وينتهي التعذيب
فقيدوه عاجلا------------في غرفة منعزلا
ظل قليلا يبتسم-----------يصغي ولا يكلم
ثم شكا ثم زفر----------ثم بكى ثم نفر
ثم هوى معفرا---------ومات موتا منكرا
راح فداء فضله------------مستبسلا لأجله
((مطران خليل مطران))
* نموذج مقترح من إنجاز التلميذة : إيمان بن سي – الثانية : 3
يحكى أنه في قرية من قرى الشام المحاطة بالجبال الشامخة والغابات الكثيفة ، كان هناك ذئب ضخم البنية ، ضارية أنيابه ، سائل لعابه ، جاحظة عيناه ، دخل
القرية أصيل أحد الأيام ، وما ان رآه السكان حتى دب الفزع في قلوبهم ، فوقفوا مذعورين مصدومين مما رأوه ، فأخذوا يتشاورون مع بعضهم البعض متسائلين عن الحل المناسب لصد الذب الشرس وإبعاده عن قريتهم.
أخذوا يفكرون ويفكرون إلى أن اقتنعوا بأنه لا يوجد حل سوى أن يقفوا مجنمعين متراصين في صف واحد إلى أن ينصرف الذئب ويذهب إلى حال سبيله.كانت النساء واقفات مرتجفات وهن يمسكن بأطفالهن ويدعين الله بالفرج ، بينما وقف الرجال بلا أسلحة يستجمعون شجاعتهم نحو معركة مجهولة العواقب.. في تلك الللحظة ظهر شاب من بين الجمهور وتطوع ليقاتل الذئب ..والغريب في الأمر أن اسمه أديبا و كان اسمه هذا قريبا في حروفه من اسم الذئب.
في ذلك الجو المليء بزوابع الحزن والكرب ، انقلبت حيرتهم إلى استغراب ، فمنهم من ضحك مستهزئا من قرار أديب الذي لا يدخل العقل ، ومنهم من أشفق على الشاب المسكين الذي سيلقى حتفه ، ومنهم من تفاءل بالخير وتوقع أن أديبا سيتغلب على الذئب.
كان أديب في ذلك اليوم متأنقا لافتا للأنظار وقد بدا كالعريس يوم زفافه تناثرت نسمات عطره إلى أنوف الحاضرين . كانت مشيته إلى ميدان المعركة كمشية فارس شجاع لا تردعه رياح ولا تعرقله أشواك . قاتل أديب الذئب في سفح جبل شامخ وقد ترائيا للناس من بعيد كأنهما ظلان يتحركان ، فتارة يشتبكان في نزال ضار وهنيهة يفترقان ليسترجع كل منمها أنفاسه.. واستمر النزال على هذا النحو إلى أن ترأى من بعيد ظل الذئب وهو يجري هاربا مبتعدا عن القرية.
رجع أديب إلى القرية وملابسه الفاخرة الأنيقة أصبحت مجرد خرق بالية ممزقة وملطخة بالدماء ، ورائحته العطرة انقلبت إلى رائحة الذئاب الحيوانية. وفورا عند وصوله إلى القرية ، ووسط ضجة السكان الفرحين بعودة أديب إليهم ، صاح أحد الشيوخ المعرفين بالحكمة ناصحا ومحذرا إياهم من الاقتراب من أديب لأنه مصاب بداء الكلب… وفي حذر هرع الرجال إلى أديب وقيدوه بالسلاسل وعزلوه فيغرفة بعيدة لوحده خوفا من ذلك المرض الخبيث أن ينتقل إليهم.
ظل أديب يجول بعينيه الحزينتين حول المكان حتى عرف ما جرى له ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة حزينة حاملة لخذيه المبللين بالدموع…فتارة يبكي ويسخط وتارة يشكو ويتحسر . ومات أديب في أحضان قيود تشهد على معاناته ، وتأثر أهل القرية لموت هذا الشاب الذي ضحى بحياته من أجلهم ، وأصبح أديب ذكرى جميلة في أذهان كل الناس.
* قصيدة أخرى للتطبيق والإنتاج :
المطعم البلدي
إن كان في كل أرض ما تُشـــــــــــــــان بـــه فإن طنــــــجــــــــــــــــــة فيها المطعــــــــــم البلـــــــــديأخــــــــــــــــلاق سكانها كالـمســـك في أرج بعكس أخــــــــــلاق رب المطعـــــــــم البلــــدييأتـــيـــــــــــك بالأكـــــــــــــل والذبــــــاب يتبعــــــــــه وكالضبــــــــــــــــاب ذبــاب المطعــــــــــم البلــديوالبــق كالفـــــــول جسما إن جهلـــت بـه فعـشــــــــه في فــــــــــــــــراش المطعـــــــــــــــم البلـــديما بالبــــــــــــــــــراغيث إن تـــثاءبت عجـــــــــب لما ترى حجمـــــــها بالــمطعــــــــــــــم البلـــديتلقــــــــــــاك راقصـــــــــــــة بالبــــــــاب قائــــلــــــــــــــــــــة يــا مـــــــــــــرحبــا بضيـوف المطعــــــــم البلـديتــبـيـت روحـــــــك بالأحـــــــــلام في رعـــــب إن نــمت فــوق ســــريـر المطعــــــــم البلـديوفي السقــوف من الجــرذان خشخشـــــة فأي نـــــــــوم تـــــــرى بالـمطـعــــــــــــم البــلــــديأما الطبــيــب فــعجــــــــــــــل بالذهــــاب لـــه إذا أكــلــت طعــــــــــــــــام المطعـــــــــم البلــــديالطــرف فـي أرق والقــلــــــــــب في حــنــق والـنـفــــــــــــــــــس في قــلــق بالمطعــــــم البلـــديالصــــــــــــدر منـقـبض والـمــرء مـمتعــــــض والشـــــــــر معتـــــــــــرض بالمطعــــــــــــم البلـــــديوليلـــــة زارني في الفجـــــــــــــر صاحبـــــــــــــــــــــه يا شقـــوتـي بنــــــــــــزول المطعــــــــــم البلـــــــديطــاب الــحديث لــه فجـــاء يـسألـــــني وقــال ماذا تـــــــــرى في المطعـــــــم البلــــدي؟فقـلت خيـــرا فقال:الــخيـــر أعــــرفــــه ويعــرف النــاس خيــــــر المطعــــــــم البلـــــديإن كــان عنــدك قــل لي مــن ملاحظــة تــزيد حســن نــظــــــــــــام المطعــــــم البلـــــديفقلــت مــالي أرى هــذا الـــذُّباب بــــدا مثــل الضبـاب بــأفــق المطعــم البلـــــــديفقـال إن فضــــــــــــول النـــــــاس يـقــلـقـني هذا الذبــاب ذبـــاب المطعـــم البلـــــــــديفـقـلـت والبــق قـال البـق لـيـــــــــس بــه بـأس إذا كــان بــق المطعــــــــم البلـــــــــــــــــديفـقـلـت هــذي البــراغيث التي كبــرت مـا بــالـها كـثـرت في المطعـــــــــــم البلـــديفـهـــزني كـصـــــــــــديــق لي يـــــــــداعـبـــنـي وقــال تـلك جـيــــــــوش المطعــــــــم البلــــــــديفـقـلـت عـفـوا فـمـا لـي مـن مــلاحظة وإنـنـي مُـعــــــــــــــجــب بالمطعـــــــــــم البلـــــــــديفـقـال ها أنـت للحـق اهـتـديت فَــقُـل إذن مــــــتى ســتــــــــــــــزور المطعـــــــم البلــدي؟فـــقلـت إن قــدر الله الشــقــاوة لـــي فإنـــــــني ســــــــــــــــــأزور المطعـــــــــــــــــــم البلــــــــــــدييــنسى الفــتى كــل مـقــدور يمــر بـــــه إلا مــبــيـت الفـــــــــــــــتى بالمطعــــــــــــــــم البلــــدييا مــن قــضى الله أن يــرمي بــه سفر إيــاك إيــاك قـــــــــــــــــــرب المطعــــــــــــم البلــــــدي شاعر الحمراء (محمد بن ابراهيم)
ar4coll