كيف نتخلص من الإشاعة – ما كيفية دحض الإشاعة ؟
كيف نتخلص من الإشاعة – ما كيفية دحض الإشاعة ؟
هذا العنوان فيه إجمال فلمعترض أن يقول وهل كل إشاعة تدحض وتدفن ؟ فالإشاعات كثيرة ومتنوعة .
وجواب هذا الاعتراض أن يقال :
ما قويت شواهده وكثرت قرائنه وتواطؤ الرواة عليه فهذا قد خرج من حيز الإشاعة إلى حيز الحقيقة وهي من باب : ( أني أرى رؤياكم قد تواطئت فتحروها . . )
فمثل هذا الخبر الذي كثرت مخارجه واحتفت به القرائن وكثرت شواهده في حالة عدم قبوله والاعتراض عليه مغالطة للحقيقة وهروب من الواقع لأن الشك فيه في أوّل الأمر والتردد في قبوله قد ارتفع وزال بقوة الأدلة المصاحبة للخبر .
لكن يبقى هنا مسألة وهي معالجة انتشار الخبر والمحاولة من تقليص دائرته وحمل صاحبه على المحمل الحسن إن كان أهلاً لذلك مع الدعاء له .
أما إن كان المشاعُ عنه غير أهل للمحمل الحسن وكان في بيان أمره وكشف ستره مصلحة راجحة ففي هذه الحال لا حرج في انتشار الخبر بل هو الأولى والأجدر شريطة عدم التزيّد فيه أو التصرف فيه سياقه تصرفاً يخل بالمعنى الأصل بغية تضخيم القضية فوق حقيقتها .
وعوداً على ذي بدء فإن لدفن الإشاعة وإمامتها طرقاً كثيرة منها :
1- تذكير الناقل بالله تعالى وتحذيره من مغبة القول بلا علم .
2- تذكير الناقل بالعاقبة المتحصلة إذا كانت الإشاعة كذباً أو مبالغاً فيها .
{ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } .
3- عدم التعجل في تقبل الإشاعة دون استفهام أو اعتراض .
4- عدم ترديد الإشاعة لأن في ترديدها زيادة انتشار لها مع إضفاء بعض بل كثير من الكذب عليها وكما قيل في المثل الروسي :(الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها).
5- " اقتفاء خط سير الإشاعة وتتبع مسارها للوصول إلى جذورها ووضع اليد على مطلقيها ومحاسبتهم بحزم " .*
6- عدم المبالاة أو إظهار التعجب والاهتمام عند سماعها من أطراف أخرى والتشكيك في صحتها . فهذا بحد ذاته يخفف فورة ناقلي الإشاعة ويجعلهم يراجعون أنفسهم قبل بث تلك الشائعة .
ويزاد هنا أيضاً :
إن في الإعراض عن الإشاعة وعدم الاكتراث بها سبب رئيسي في إخماد الإشاعة .
قال الإمام مسلم صاحب الصحيح رحمه الله تعالى :
( . . إذْ الإعراض عن القول المطرح أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله وأجدر أن لا
يكون ذلك تنبيهاً للجهال عليه ) .
7- أن يحاول أن يرد على الإشاعة في الصحف وما شاكلها إذا كانت الإشاعة ناشئة من الصحف أو أنها بلغت بين الناس مبلغاً عظيماً . فإن في بيان بطلان الإشاعة أمام أكثر عدد من الناس ، أسرع وسيلة للقضاء عليها وإخماد ذكرها . وإن لم يخمد ذكرها بالكلية فعلى الأقل إزالة القناعة التامة بها من أذهان الناس .
وكتبه : عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان