مسألة في نثر الورود عن تحقيق المناط - عصام البشير المراكشي
مسألة في نثر الورود عن تحقيق المناط - عصام البشير المراكشي
السؤال:
ماذا يعني الشنقيطي في كتابه نثر الورود ،أن تحقيق المناط ليس من مسالك العلة ؟ طبعا مع الإقرار بأنه لا يستغني عنه أي مجتهد في هذه الشريعة وهذا أيضا ما قرره الشاطبي في كتابه الموافقات…
الجواب:
تحقيق المناط هو إثبات العلة المتفق عليها في الفرع.
ومسلك العلة ما دل على كون هذا الشيء علة لهذا الحكم.
فأنت ترى أن تحقيق المناط لا يدخل في حد مسالك العلة، فلا يكون منها.
فمسالك العلة تأتي في الترتيب قبل تحقيق المناط، إذ هي طرق تدل المجتهد على معرفة علة الحكم. فإذا ثبتت هذه العلة في الأصل بمسلك من هذه المسالك، أمكن إثباتها للفرع، وسمي ذلك تحقيقا للمناط، أي تنزيلا للعلة على الفرع، وذلك بعد ثبوتها للأصل.
وهذا بخلاف تنقيح المناط، فإنه تصفية للعلة بتعميم الوصف الذي أنيط به الحكم، أو إلغاء الفارق بين مذكور ومسكوت عنه، ونحو ذلك. فهو من مسالك العلة بلا ريب. وكذلك تخريج المناط هو مسلك من مسالك العلة يسمى أيضا المناسبة.
والأصوليون يذكرون تنقيح المناط وتخريجه في باب مسالك العلة، ثم يستطردون بذكر تحقيق المناط اتباعا للجدليين الذين يجمعون بين الثلاثة في موضع واحد.