:السلام عليكم:
قضايا صغيرة ... تثير زوبعات كبيرة :
قضايا صغيرة ... تثير زوبعات كبيرة :
من الملاحظة للأسف ، أن المواضيع القيمة والعلمية سرعان ما تموت بشكل مفجع ، بخلاف بعض المواضيع السطحية التي تلاقي تصفيقا بل وصراعا مريرا ، نجد العقلاء يقفون منها موقف المتحسر الذي يقرع سنه !
كم تأملت بعض المواضيع الخطيرة والرائعة كيف تموت وكأنها نجم عظيم سقط بسرعة وتلاشى ، في حين اتأمل مواضيع مشاغبة لا قيمة علمية لها ولا توثيقية تأخذ حجما عظيما كحجم البالون !
حتى أفرزت الحورات بعض الكتّاب المشاغبين الذين أجادوا لعبة الحوار وتمرنوا على قوانينها ، فأصبحوا أباطرة الاثارة والمشاغبة ، ففي موضوع صغير لا يتجاوز الخمسة أسطر أو نحوها ، يستطيع أن يجر الخصوم والقراء بالعشارات والمئات إلى موضوعه ، ثم يتركهم يتصارعون وكأني به يضحك على عقولهم !
من المسؤول عن هذه المشاغبة الشقيّة ؟
في وجهة نظري أن القراء والكتّاب هم من يتحمل أكبر المسؤولية ، لأن القراء باستطاعتهم تأديب هؤلاء المشاغبين لو حكموا عقولهم وتركوا تلك المشاكسات تأخذ دورها في الطابور السفلي لسلة المهملات العملاق في الساحات !
لقد قلتها مرة لأحد أصحابي في الساحات حينما قال لي : ألا ترى كيف أستطاع هذا الكاتب أن يحرك هؤلاء القراء والكتّاب نحوه بطريقة تدعو للرثاء والسخرية ؟!
فقلت له : نعم ... ولكن لا تلم الكاتب ولكن لم القراء الذين صنعوا هذا الكاتب !
نعم ... كم يجيد القراء البسطاء صناعة بعض الكتاب من حيث لا يعلمون ، فالشتم واللعن والغضب وتلفيق الكلام لا يقتل الخصم وليس هو الأسلوب الإسلامي لمعاملة الآخر ، ولكنه في وجهة نظري القاصرة هو أنجح الأساليب لصناعة الخصوم كنجوم هوليوود أو كأبطال السينما .
إذا أردنا أن تعلو الساحات بالكتّاب الكبار وبالموضوعات العلمية القيمة ، فيجب أن نؤدي دور القارئ الذكي ، لقد شارك بعض الكتّاب والقراء من حيث لا يدري بموت مجموعة من الأقلام كما شاركوا في صناعة بعض الأقلام ... فهل نعي ذلك ؟
بقلم : صخرة الخلاص // صيد الفوائد .