منتدى شعاع الإيمان

إذا أردت النجاح في حياتك الدينية و الدنيوية .. فأنت في المكان الصحيح
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  القرآن الكريم  الفوتوشوب  اتصل بنا  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
احصائيات سريعة
هذا المنتدى يتوفر على 583 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو محمود لاشين فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 7758 مساهمة في هذا المنتدى , في 2969 موضوع

اهلا بك زائرنا الكريم كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي R310

لأننا نعتز بك .. ولأننا نفخر بوجودك معنا.. نحن ندعوك للتسجيل معنا في منتدانا ولتكون أحد أفراد عائلتنا الودودة فهل ستقبل دعوتنا ؟ عملية التسجيل سهلة جدا ، تستغرق أقل من دقيقة

كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي

حفظ البيانات
الرئيسيةالإنضمامنسيت كلمة المروربحثطلبات التصميم اتصل بنا

شاطر
 

 كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعالموضوع
بوح القلم
بوح القلم


عضو vip

عضو vip
معلومات إضافية
 احترامه لقوانين المنتدى احترامه لقوانين المنتدى : كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي 34phz0l
الدولة الدولة : المغرب
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1546
نقاط العضو نقاط العضو : 36
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/03/2015
العمر العمر : 26

كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي Empty
مُساهمةموضوع: كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي   كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي Clock11الثلاثاء 17 مارس - 20:15

كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي
كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي







كان عبد الرحمن الغافقي – رحمه الله – بطلاً بعيد الهمة حازم الإرادة ، وكان جديراً بتخليد اسمه وترداد ذكره لولا أن حافظة التاريخ لا تعي غير أسماء محظوظة ، كُتب لأصحابها النصر في النهاية ، ولقد أبدي هذا البطل العظيم من ضروب الفدائية وروائع التضحية ما يدهش ويعجب إلا أنه كان في المعركة الأخيرة مع بسالته الخارقة قائدًا بغير جنود . وقد ينشأ نشأة مباركة ، فصحب كرام الصحابة ، وتلقي الفقه والحديث عن عبد الله بن عمر وغيره ، وفاضت نفسه حماسة للإسلام وشغفاً بانتصاره ، فنزح فيمن نزح إلي الأندلس من البسلاء الكماة ، مجاهدًا في سبيل دينه . ثم تألق نجمه فيما اشترك فيه من الغزوات والحروب ، فعرف بالشجاعة والمروءة ، واكتسب إجلال معارفه وأصحابه ، وتقدم الصفوف قائداً ممتازاً يرسم الخطط ويدير المعارك .
وكانت الأندلس في عهدها الأول مرتعاً للفتن والثورات ، ومسرحاً للخلاف القبلي والعنصري ، وقد وليها بعد موسي ابن نصير أناس لم يثبتوا للحوادث ، حتى رأسها " السمح بن مالك الخولاني " فأعاد إليها النظام والاستقرار ، وأبرز مهارته الإدارية ، وكان بطلاً مقدماً ، فرأي أن يستأنف الغزو ، ويرفع راية الجهاد ، وتقدم بجيشه الباسل ، فلقي كثيراً من النجاح والتوفيق ، واستعاد " أربونة " و " قرقشونة " ومعظم قواعد " سبتمانيا " وحصونها ، وأقام بها حكومة إسلامية ثم اتجه إلي " أكوتين " فوجد مقاومة عنيفة ، ولكنه اكتسح العدو اكتساحاً رائعاً ، وتقدم إلي " نولوشة " فوقف أمام جيش كثيف يفوقه عدداً وعُدَداً فلم يعبأ به واخترق صفوفه ، وقذف بجنوده في حومة حمراء بالدماء ، وشاء الله أن يسقط شهيداً في مأزقه الكريه ، فانسحب المسلمون ثانية بعد أن فقدوا قائدهم البطل ، وخسروا عدداً كبيراً من الجنود .
وكان عبد الرحمن الغافقي أحد جنوده في المعركة فأجمع الجيش علي اختياره للقيادة ، ورأي من الحنكة أن يرتد إلي الجنوب ولكن حزنه الأليم علي مصرع قائده ، واستشهاد زملائه جعله يفكر جدياً في الانتقام لمصارع الأبطال ، واستئناف الغزو والهجوم . ولم يرض الوالي الإفريقي عن اختيار الغافقي للقيادة ، وكانت الأندلس تابعة له في تعيين الولاة ، فبعث بغيره مكانه إلا أن القلق والاضطراب الذي دام خمسة أعوام متتابعة قد أجبره علي تعيين عبد الرحمن مرة ثانية فعاد الأسد إلي عرينه يتقدم الصفوف ويجهز الكتائب للنضال . بدأ عبد الرحمن بإصلاح داخلي يقوم علي العدالة والمساواة ، فعدل نظام الضرائب ، وعزل من العمال من حامت حوله الريب والظنون ، وأظهر تسامح الإسلام في معاملة النصارى واليهود ، فلهجت الألسنة بالثناء عليه ، وفرح الأندلسيون بولايته فرحاً زائدًا .. ولم يكن ليحابي أحدًا في سبيل الحق والعدالة ، بل إن أخلاق الإسلام التي سرت في عروقه واختلطت بدمائه ألهمته سبيل الرشاد وجعلته يغزو غزوة عاجلة غنم فيها أسلاباً وافرة ، وكان فيما أصابه عمود صغير من الذهب المرصع بالدر والياقوت ، فأمر به فكسر ، ثم أخرج منه الخمس كما أمر الله ، وقسم الباقي علي من معه من الجنود ، فغضب وإلي إفريقية غضباً شديدًا ، إذ كان يود أن يتقدم به إليه مجاملة ، فكتب يتوعده في لهجة قاسية ، فرد عبد الرحمن يقول : إن السموات والأرض لو كانتا رتقاً لجعل الله للمتقين مخرجاً منها !!. وذلك يدل دلالة ساطعة علي إيمان القائد وورعه وتخلقه بالخلال الإسلامية الواضحة الشفافة ، فهو لا يعبأ بكبير في الحق ، ولا يدخر لنفسه شيئاً دون جنوده ، وبهذه الشمائل العالية نال ثواب الله .. واحتل شغاف القلوب .
وكان هذا البطل الباسل يعزم عزماً أكيداً علي تحقيق أمنية موسي بن نصير في الفتح الإسلامي ، فهو يريد أن يوغل في أرض الإفرنج حاملاً مدينة الإسلام وحضارته إلي شعوب غارقة في الظلام والضلال ، ثم يعطف علي الشرق فينفذ من القسطنطينية إلي دمشق ، وبذلك يعم الإسلام القارة الأوروبية ، وينقذ شعوبها من الظلمات ويخرجهم إلي النور ، هذا إلي أن مصرع " السمح بن مالك " ورفقائه كان يذكي في صدره نار الحمية ، فهو يود – وقد شاهد المأساة – أن يؤدب هؤلاء الذين ظنوا الظنون الوخيمة بقوة الإسلام ، فأشاعوا الشائعات المسمومة حول شجاعة أبطاله ، ومقدرة قواده ، ومن ثم أخذ يدرب الجيوش ويحشد الذخائر ، ويضع كل جندي في موضعه اللائق بكفايته ، ولم تنته أعباؤه الإدارية عند الإعداد الجيش ، وإذكاء الحمية في نفوس تتطلع إلي النصر أو الاستشهاد ، كما انتخب فرقاً مختلفة من البربر وعهد بقيادتها إلي أبطال من العرب ، فأحسنوا قوة عظيمة ، وقد خلع الغافقي بعمله هذا علي البربر مكرمة خالدة .. فشعروا أنهم لا يقلون عن العرب كفاية وموهبة وإن كانت روح الإسلام لم تهيمن علي مشاعرهم هيمنة تامة عاجلة ، فقضوا – بعد – أمدًا كبيراً في التوجيه والاستعداد .
وقد رأي عبد الرحمن أن يطهر الجبهة الداخلية قبل أن يشتبك مع أعداء الإسلام في موقف حاسم ، فبعث بكتيبة من جنوده إلي عثمان بن أبي نسعة ، وكان من قبل واليًا بربريًا علي الأندلس ، فعزله عنها ، وعين حاكمًا لولايات البرينية ، فاضطرم حسدًا وحقداً علي الغافقي وتعاهد مع أعداء الإسلام علي مقاتلته ، بل إنه تزوج ابنة دوق (أوكتني) ليضمن مساعدته في قتال عبد الرحمن ، وكان هذا الدوق بين نارين : فهو يخشي من الجنوب الجيوش الإسلامية التي أصبحت علي مقربة منه تهدد مقاطعته ، وتدمر حصونه ، كما يخشي جيوش الإفرنج من الشمال ، وقد بعث (شارل مارتل) بطلائعها الزاحفة لمناوشته وإسقاط معاقله ، فاضطر اضطراراً مجازفاً إلي معاهدة ابن أبي نسعة ومصاهرته أيضًا ، وطار الخير إلي عبد الرحمن ، فأرسل إلي الوالي الخائن جيشًا بقيادة أحد المهرة من جنوده ، فحاصره جزاء مروقه وخيانته .
عبأ الغافقي جنوده ، واستأنف الغزو طبقاً لمشروعه الضخم الذي رصد حياته لتنفيذه ، فاكتسح المدن الواقعة علي نهر الرون ثم هجم علي ولاية (أكوتين) وحالفه النصر ، فمزق جيوشها وطارد فلولها ، وسقطت في يده ، وتابع زحفه منتصراً في جميع خطواته حتى افتتح نصف فرنسا الجنوبي من الشرق إلي الغرب في بضعة أشهر ، وأصبحت العاصمة الفرنسية مهددة بالسقوط ، وقد التهب جنوده حماسة وحمية ، وزادهم إقدامًا ما يتوجون به في كل معركة من النصر الباهر ، والفتح العظيم . انزعجت أوروبا انزعاجاً صارخاً لتقدم الجيوش الإسلامية ، وفزع زعماء المسيحية ، فأرسلوا صيحاتهم الصليبية في آفاق أوروبا ، وبذلوا أقصي ما يقدرون عليه في إشعال الكراهية للإسلام ، وتأريث العداوة لرجاله ، وكان ملك الفرنجة ضعيفاً عاجزاً يتولي حاجب قصره ( شارل مارتل) قيادة أموره ،فتجمع حوله الصليبيون وقدموه قائدًا للكفاح النصراني ، وكان ذا أطماع واسعة إليها من وراء قيادته فحشد جيشًا ضخماً يؤلف العصابات الجرمانية والعشائر المتوحشة ، ويجمع طوفانًا مرعبًا من الآدميين المتوحشين ، وقد خرجوا حفاة عراة ، يتشحون بجلود الذئاب والنمور ، ويرسلون ضفائرهم الممتدة فوق ظهورهم ، فيرسمون للوحشية البدائية صوراً مزعجة حمراء ، وضاقت بجموعهم الكثيفة سهول فرنسا فتدافعوا علي ضفاف اللوار متراصين متزاحمين .
لم يعتمد " شارل مارتل " علي القوة وحدها ، بل أعمل الحيلة والمكيدة فانتظر بجنوده وقتاً غير يسير ، وقد علم أن المسلمين مثقلون بالغنائم والأسلاب ، فلابد من انتظارهم وقتًا ما ليشغلوا بنفائسها الثمينة عن القتال ، وليتجهوا إلي الحرص عليها من جهة ، كما يتسع أمامه الوقت من جهة أخري لتنظيم صفوفه ، ووضع الخطط الدقيقة ، وتقدير الاحتمالات المتوقعة في الهجوم والدفاع ، ولم يكن المسلمون يقدرون في نفوسهم أنهم سيقفون أمام هذا الطوفان الحاشد من الموج المتوحش إلا أن وثوقهم من النصر خلع من قلوب القادة كل خوف ، فأخذ عبد الرحمن – وكان من فرسان المنابر والهيجاء معًا – يخطب في جنوده ، ويحثهم علي الثبات والصبر ، وكان يتقد حماسة وحمية فأفرغ في خطبه كثيراً مما تزخر به نفسه المتوثبة ثم تقدم بجنوده يحدوه الأمل المشرق ، ويدفعه اليقين الراسخ بمسالمة الأقدار ، مرتقبًا ما تتمخض عنه الأحداث .
وفي رحاب شمبانيا الشاسعة الأطراف – بين بواتيه وتور – التقي جيشان يختلفان عددًا ولغة ودينًا ، علي مقربة من نهر اللوار هجمت فرسان المسلمين علي صفوف الفرنجة ، وتكدست جثث القتلى من الجانبين طيلة النهار حتى فصل بينهما الظلام . كان الجنود المسلمين أُسداً مغاوير ، فقد اخترقوا الصفوف وراء قائدهم الباسل ، ورأوا من جلاد الأعداء ونضالهم المستميت ما لم يعهدوه من قبل ، فكلما اخترقوا صفاً تلاحقت أمامهم وحولهم الصفوف المدججة ذات الصياح المرعب المتوحش ، وقضوا نهارًا عابسًا كريهاً كثرت فيه ضحايا الفريقين ، واختال ملك الموت ليسقي الكماة الدارعين من معين ثجاج لا ينضب ، وما غربت الشمس حتى خارت القوي ، وتحطمت الأعصاب ووقف الليل الدامس حاجزًا كثيفاً يمنع تشاجر الرماح إلي حين . وقد برقت في حندس الليل لشارل مارتل فكرة داهية ، طار لها فرحًا واستبشاراً ، فالمسلمون مثقلون بغنائمهم الثمينة ، وأسلابهم الذهبية النادرة ، وكثير منهم من البرابرة الذين يحرصون علي نفائسهم الغالية ، فما عليه حين يتلاحم الجيشان إلا أن يبعث بمن يصبح باكياً علي الأسلاب المنهوبة ، والنفائس المباحة ليرتد المسلمون مدافعين عنها ، فيتمكن عدوهم من رقاب عزيزة ، وأنوف ذات شمم !! فكرة ماكرة قاصمة جالت بذهن القائد الفرنجي فبادر بتنفيذها حين التقي الجمعان .. وطار الصراخ في كل مكان وارتفع البكاء علي النفائس ، فصح ما توقعه شارل ، وترك الكثيرون ميدان القتال واندفعوا إلي الخيام مذعورين ، وهال الموقف الرهيب عبد الرحمن وأفزعه فطفق يعدو بجواده ذات اليمن وذات الشمال ، داعيًا إلي الثبات والإقدام في معشر زين لهم حب المال ، وجُنُّوا هياماً بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، وحين خابت صرخاته اليائسة ترك الطامعين من المرتدين ، واندفع مع خيرة جنوده ليقف بهم أمام الطوفان المتوحش الرهيب .
واستبسلت كتيبة القائد استبسالا ينحني له التاريخ إجلالاً وإكباراً فأطاحت بصفوف هائلة من الجحافل المتراصة المترامية ، ولكن الطوفان اللجب قد زحف بموجه المربد علي الفدائيين المناضلين فسقط البطل الغافقي صريعًا شهيداً ، وساد الذعر جيوش الإسلام إذ وقع استشهاد عبد الرحمن موقعاً أليمًا ، ودعا إلي الحيرة والذهول والارتباك ، في حين أمعن العدو في المسلمين تقتيلاً وإهلاكاً ، فطارت نفوس كثيرة ، وسقطت جثث لا تخضع لحصر ، وتمادي " شارل مارتل " مع جيشه واستئصالاً ، فلم يعبأ بجريح يئن أو شهيد يحتضر حتى أتي الظلام الأسود فطوي الستار علي يوم أشأم ، لم يسمع المسلمون بمثله في الأندلس قبل ذلك ، وعرفت هذه المعركة الحمراء في التاريخ الإسلامي بمعركة " بلاط الشهداء " نظراً لكثرة من سقط في ميدانها الرهيب من شهداء الجهاد الإسلامي .
وقد اجتمعت تحت ستار الليل فلول الجيش المنهزم ، وقرروا الانسحاب النهائي متسربلين بالظلام ، بعد أن عمت النكبة ، وتفاقم الخطب ، وتقهقر الجيش سريعًا في هدوء صامت ، تاركًا وراءه غنائمه وذخائره ، وعدداً من الجرحى لا سبيل إلي إنقاذه في ساعات معدودات ، وحين أشرقت الشمس نظر " شارل مارتل " فلم يجد اللواء الإسلامي يتقدم .. فظنها مكيدة بيتت بليل ، وتلبث قليلاً لا يدري ما يصنع ، ثم طال به الوقت فاندفع مع جيشه بحذر إلي المعسكر الإسلامي ، فلم يجد غير الجرحى المحتضرين وذخيرة ضخمة من الأسلاب التي سببت وقوع الكارثة .. فأجهز علي البقية الباقية من الأرماق المتخاذلة ونهب ما وقعت عليه يده من عتاد ، ومال ، ومازالت شكيمة الجيش الإسلامي – برغم انكساره الحزين – ترهبه وتخيفه ، فخاف أن يتعقب الفلول المتقهقرة ، ورجع إلي قواعده مكتفياً بما أحرزه في هذه المعركة من نصر ساحق .. وجعل يدق الطبول في كل مكان مردداً أهازيج النصر وأناشيد النجاح .
أجل لقد فرحت النصرانية بهذه النتيجة فرحاً عصف بالحلوم ، ومازال أكثر كتاب الغرب إلي اليوم يتكلمون عن " معركة بلاط الشهداء ، مزغردين مستبشرين ، وقد ضفروا أكاليل الثناء ، ونظموا قصائد المدبح لشارل مارتل ، وعدوه بطل النصرانية الذي أوقف امتداد الإسلام ، وثبت أركان المسيحية بعد أن زعزعتها العواصف ، وتعرضت لأحلك الأزمات ، وبالغ أكثر مؤرخيهم في وصف هزيمة العرب ، فذكروا رقماً خياليًا لضحايا الإسلام لا يستند إلي برهان ، بل جعلوا معركة البلاط معركة استئصال وفناء ، وهذا وهم " كاذب " وتضليل بعيد ، فلو لم تكن للمسلمين قوة مرهوبة بعد الهزيمة لتتبع شارل مارتل فلولهم المرتدة بجيشه المنتصر ذي الروح العالية والزهو العريض ، ولكنه جبن عن ذلك مقدراً ما يعترضه من الصعاب ، وما كان للقائد الطموح أن يحجم عن كسب جديد يزيد به مجده التاريخي وصيته البعيد ، ويكفي دليلاً علي تماسك المسلمين بعد الهزيمة أنهم وقفوا في وجه القائد المنتصر حينما حاصر " أربونة " فامتنعت عليه امتناعاً أيأسه وحطم خططه ، بعد أن كان يحلم بإبادة المسلمين واستئصالهم من الأندلس جميعها ، ومن ثم فر راجعًا إلي قواعده ، مكتفياً بسابق انتصاره وأحاديث الفوز والغلبة تفعمه بأريج عاطر ، وترسل في سمعه أعذب النغمات .
لقد استشهد عبد الرحمن الغافقي بعد أن أبلي أحسن البلاء ، وبذل أقصي ما يبذله قائد باسل في الذود عن حياضه ولكن مأساة " أُحد " تكررت في سهول فرنسا مرة ثانية ، إذ تكالب المسلمون علي الغنائم ، وتركوا الجهاد فآسفوا البطل الغافقي في الغرب كما سبق أن آسفوا الرسول الهاشمي يوم أُحد في الشرق ، وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد ليبرز للمسلمين شتى العبر وأبلغ العظات ، ولكن أين من يعقل ويتدبر ؟! علي أن هذا التاريخ نفسه لم يطفئ بريقاً من مجد البطل الشهيد ، فقد أجمع المؤرخون علي تقديره وإكباره ، وسجلوا فدائيته العجيبة بسطور من ضياء .. فقد قاتل قتال المستميت ، وتقدم إلي الموت وهو لا يشك لحظة في استشهاده .
وماذا يصنع بمن سحرهم بريق المال فدارت عليهم وعليه الدائرة دون أن تجديه تضحية واستبسال ؟ قد يقال : إن البطل الشهيد لم يملك السيطرة علي جنده حين تحرج به الموقف ، وهرع الطامعون إلي الأسلاب ، ولكن هذه انتفاضة فجائية تقع أمثالها بغتة دون أن تدخل في حساب القادة ، ولا يمكن أن تكون بغتة دون أن تدخل في حساب القادة ، ولا يمكن أن تكون محلاً للمؤاخذة إذ أغفلها زعيم تعود النصر ، وقائد ألف الطاعة والامتثال ، علي أن الغافقي بالذات قد فطن إلي أخطر الأسلاب وحذر منها دون أن يشدد في أمرها رغبة في اجتماع الكلمة واتحاد الأهواء ، كما ذكر ذلك الأستاذ محمد عبد الله عنان في كتابه " مواقف حاسمة في تاريخ الإسلام " وهناك نقد آخر لا يخرج عما ذكره الأستاذ محمد لبيب البتانوني في كتابه " رحلة إلي الأندلس " حيث قال ص60 :
" كان يجب علي الغافقي بعد دخوله بلاد فرنسا أن يجعل حدًّا لسيل هجومه قبل أن يقف الضعف الطبيعي لهذا السيل عند الحد انقلب به الفتح خذلاناً والنصر هزيمة " .
وهذا نقد يخطه الكاتب غافلاً عن الحمية الدينية التي كانت تهيمن علي مشاعر المسلمين ، وتجعل انتشار الإسلام فريضة تستحب فيها الشهادة إن لم تجب ، وقد ألهيت الانتصارات المتوالية نفوس الغزاة فوثقوا من النصر وثوقاً طرد من أذهانهم كل شبح للهزيمة ، علي أنهم لم يؤتوا من ناحية القوة فيكون الضعف الطبيعي سبباً للنكبة كما ذكر الأستاذ ، بل إن كارثة الغنائم وحدها هي التي أبعدت النصر القريب ، وأخلفت ظنون القائد في شجاعة جنوده ، وقد دعا إلي التخلي عنها دعوات صارخة حين وجد التناحر عليها يفتح باب الكارثة ، وإذ ضاق به الأمر جاد بنفسه رخيصة هينة في جنب الله فارتفع إلي مقام البررة من الشهداء ..
وقد كـان فـوتُ الموت سهـلاً فـردُهُ
إليـه الحـفـاظ المرُّ والخُلُـقُ الوَعْـرُ


م ن ق و ل
توقيع : بوح القلم




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور على نور
نور على نور


عضو متألق

عضو متألق
معلومات إضافية
 احترامه لقوانين المنتدى احترامه لقوانين المنتدى : كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي 34phz0l
الدولة الدولة : المغرب
الجنس الجنس : انثى
عدد المساهمات عدد المساهمات : 183
نقاط العضو نقاط العضو : 2
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 09/03/2015
العمر العمر : 28

كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي   كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي Clock11السبت 29 أغسطس - 20:38

بآركك الله فيك :$
ولآ حرمك الخآلق أجراً :$
توقيع : نور على نور




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاطمة الزهراء
فاطمة الزهراء


عضو نشيط

عضو نشيط
معلومات إضافية
 احترامه لقوانين المنتدى احترامه لقوانين المنتدى : كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي 34phz0l
الدولة الدولة : الأردن
الجنس الجنس : انثى
عدد المساهمات عدد المساهمات : 381
نقاط العضو نقاط العضو : 0
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 08/09/2015
العمر العمر : 26

كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي   كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي Clock11الثلاثاء 8 سبتمبر - 19:51

شكرا ع الطرح المميز
توقيع : فاطمة الزهراء




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطريق نحو القمة
الطريق نحو القمة


عضو vip

عضو vip
معلومات إضافية
 احترامه لقوانين المنتدى احترامه لقوانين المنتدى : كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي 34phz0l
الدولة الدولة : المغرب
الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1577
نقاط العضو نقاط العضو : 11
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/09/2015
العمر العمر : 25

كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي Empty
مُساهمةموضوع: رد: كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي   كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي Clock11الأحد 11 أكتوبر - 17:33

شكرا لك 

مأراوع قلمك حين يصول ويجول
بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان .. 
تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها ..
دمت بحب وسعاده ..


ننتظر إبداعاتك 
توقيع : الطريق نحو القمة




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كل شيئ عن الشهيد البطل عبد الرحمن الغافقي
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماذا تعرف عن القائد الأندلسي البطل عبد الرحمن الغافقي
» هل تعرف من هو الشهيد جورج؟!
» مجموعة من أروع أقوال الشهيد حسن البنا
» سر اهتزاز عرش الرحمن للصحابي الجليل سعد بن معاذ
» صور لتمثال أحدد علماء المسلمين - محمد بن أسلم الغافقي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شعاع الإيمان :: أشعة دينية إسلامية ::   :: سير الأعلام و العلماء و القادة-