عالج نفسك من التوتر و القلق - بكل بساطة2
عالج نفسك من التوتر و القلق - بكل بساطة2
حسن التيطواني
سنتحدث اليوم عن راحة القلب .لأن الإنسان روح وجسد. فلترتاح أخي حق الراحة يجب أن يرتاح قلبك كما يرتاح جسدك بالنوم أو بالإسترخاء كما رأينا في التدوينة السابقة .
فلا راحة للإنسان إن لم يرتح قلبه . فالقلب محل الأحاسيس والمشاعر، وهي تلك المضغة التي راحتها في صلاحها ، وصلاحها سبب في صلاح الإنسان بأكمله .
وصلاحها يتم بوصفة بسيطة وهي في نفس الوقت قوية المفعول
: ( ألا بذكرالله تطمئن القلوب ) .
فهل أنت تعاني من مشاكل عديدية ؟ أم تشعر كأن ثقلا يضغط على صدرك ولا يزول مهما فعلت ؟ هل تحس بغصة في حلقك بسبب مشكل حدثت لك أو فرصة ضيعتها أو ظلم تعرضت له ؟ هل تلاحظ أنك أصبحت مؤخرا سريع الغضب ؟ هل اصبحت تميل الى الوحدة ؟
إن كنت تعاني من هذا وغيره من علامات تعبك الداخلي فاعلم أخي / أختي أن أغلب قراراتك وتصرفاتك ستكون مشوشة ، وقد تكون بعضها خاطئة لأنها صدرت في لحظة غضب . وكم من قرار نأخذه يكون مصير حياتنا متعلق به .
لذى إن كنت تريد أن تعيش حياة ناجحة ، حياة رائعة اقرأ ما تبقى في هذه التدوينة :
1/ اعلم - ياقارئ هذه الأسطر - أن الله أعطاك آلة خطيرة بها تقرر مصيرك ومصير من حولك وبها يتقرر مصير العالم وهي عقلك .
2/ واعلم أن عقلك يتأثر كثيرا بأحاسيسك ، فإن مدحك أحدهم على عمل قمت به تفرح ، ويتحبب لك ذلك العمل ، فتزيد فيه وتصبح بارعا . لكن إن وبخك أو استهزأ بك - وإن كان مازحا - تكره ذلك العمل وتبدأ تحس أنه صعب أو أنك لاتملك الخبرة والمهارة اللازمة للقيام به . فتتركه وقد كان من الممكن أن تكون بارعا فيه لو وجدت من يشجعك ويغير شعورك السلبي بشعور آخر إيجابي .
3/ واعلم أن القلب هو محل الأحاسيس فبه نحب وبه نكره وبه نحزن وبه نفرح . ومن هنا يبدو أهمية الإعتناء بالقلب . استعمل الناس أساليب كثيرة ليحسوا بالراحة والسلام الداخلي ( من يوغا ، التأمل ، الإسترخاء وغيره ) لكن كل ذلك لا يلمس القلب لأن ما في القلب سر لا يعلمه إلا أرباب القلوب . وبالمناسبة أنصح بقراءة كتاب ( الفتح الرباني والفيض الرحماني حمله من هنا ) كتاب مهم جدا يخاطب قلبك وينصحك برفق وعتاب ولا يترك أسلوبا كي يساعدك على غسل قلبك لترتاح وتعيش سعيدا في الدنيا واللآخرة .
4/ واعلم أن راحة القلب تتحقق باختصار بذكر الله ، أن تكثر من قول ( لا إله إلا الله ) وحدك في سرك في جوف الليل والناس نيام وأنت تناجي ربك وتردد أن لا إله إلا الله ، تجلس على الأرض وأنت تحس أن الكل نيام ( والنوم أخ الموت ) تحس أن الله عز زجل قد أمات كل الخلائق ولم يترك أحدا يشوش عليك خلوته بك . لقد أمات اهلك فهم نيام ، وأمات الألوان فلا ترى شيئا ، وأمات الأصوات فلا تسمع إلا كلمة لا إله إلا الله تصدرمن قلبك . جرب هذا فإن له حلاوة لا توصف .
ثم ما فتئ أن نزلت السكينة على قلبك فتحس بالراحة في قلبك ، وتدمع عيناك وتبكي فرحا بربك ، تبكي بكاء يسعدك لا يحزنك ، بكاء يحفزك وينشطك على المضي قدما .
وفقني الله وإياك لذكره والدوام على ذكره . ولا تنسى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )